أكد سياسيون وقانونيون أهمية اللقاء الذي سيجمع ولي ولي العهد اﻷمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في نيويورك، كما أجمعوا على أنه سينطوي على رسائل محددة تعكس رؤية المملكة لبعض مواقف المنظمة الدولية، والتي كان آخرها إدراج التحالف العربي ضمن اللائحة السوداء بدعوات باطلة ثم التراجع عنه بعد 48 ساعة. ولفت الدكتور يحيى الجمل نائب رئيس الوزراء السابق وأستاذ القانون الدستوري إلى أن كافة الملفات العربية ستكون حاضرة خلال هذا اللقاء، ما يعني أن الأمير محمد بن سلمان سيتحدث بلسان العرب مع بان كي مون، مبديا عدم الارتياح للسياسات التي تنتهجها المنظمة الدولية، وخصوصاً التقارير المغلوطة التي تعتمد على مصادر غير موثوقة، في الوقت الذي تغض الطرف عن جرائم إسرائيل الوحشية بحق الفلسطينيين يوميا. وقال السفير سيد قاسم المصري مساعد وزير الخارجية السابق للعلاقات السياسية والدولية إن هذا اللقاء الذي سيجمع اﻷمير محمد بن سلمان مع الأمين العام للأمم المتحدة، لابد أنه سيتعرض لمجمل القضايا والأوضاع العربية الراهنة وموقف المنظمة منها، معبرا عن عدم رضا المملكة تجاه هذه المواقف، مؤكدا سلامة قرارها الذي اتخذته برفضها شغل مقعدها كعضو غير دائم في مجلس الأمن كإجراء احتجاجي على أداء المنظمة طيلة العقود الماضية وتعمدها سياسة الكيل بمكيالين. وفي السياق ذاته، عبر الدكتور محمد نور فرحات أستاذ القانون الدولي عن ثقته في قدرة ولي ولي العهد على إبلاغ رسالة محددة إلى الأمين العام، وربما إلى المجتمع الدولي ككل، تعكس عدم ارتياح العرب للأسلوب الذي تنتهجه المنظمة، ومطالبتهم بضرورة إعادة هيكلتها وإصلاحها بما يحقق العدالة الدولية. وشدد السفير الدكتور محمد شاكر رئيس المجلس المصري للشؤون الخارجية على ثقته في كفاءة الأمير الشاب وقدرته على إبلاغ رسائل العرب إلى الأمين العام، معتبرا أن توقيت اللقاء يعكس أهمية كبيرة كونه يأتي بعد زيارة ناجحة لواشنطن وسلسلة ضخمة من المشاورات واللقاءات في العاصمة الأمريكية.