×
محافظة المنطقة الشرقية

صحيفة الشرق – العدد 790 – نسخة الدمام

صورة الخبر

لا حديث هذا الموسم سوى هلال ونصر، والمدرب سامي الجابر، والأخير زاد من صخب التنافس التقليدي إلى حد لم يحدث من قبل. والضحية الأكبر في هذا المشهد التنافسي الساخن جدا هم الحكام الذين صاروا تحت مقصلة النقد والسخرية والسب والاتهامات بعاطفة الميول وهاجس المؤامرة، حيث أصبحت أخطاء الحكام ضد أي فريق يلعب مع الهلال أو النصر تحت مشرحة التأويل، لتفويز النصر أو الهلال، وفي الوقت ذاته لا بد من مصارحة الحكام وأنهم مسؤولون عن الأخطاء التي ساءت إلى حد يعزز كل التأويلات، حتى أن كثيرين (يقسمون بالله العلي العظيم) على هزيمة هذا الفريق وفوز الفريق المنافس. وأجزم أنه لم يحدث من قبل مثل هذا اللغط والتجريم والسب على صعيد المنافسات المحلية بما يشوه المنافسة بين القطبين الكبيرين صاحبي الجماهيرية الكبرى في وطننا الحبيب. والأكيد أن (تويتر) وباقي وسائل التواصل الاجتماعي زادت من تفاقم السلبيات والسب والشتائم وحبك المؤامرات وترويج الأخبار الكاذبة عمدا. وفي السابق كانت التجاوزات غير قابلة للنشر، لكن الانفتاح الفضائي ووسائل الإعلام الجديد التي تتيح الحرية دون رادع ولا مسؤولية، من أهم عوامل هذا التأجيج الذي يتصاعد إلى مالا نهاية، يقابل ذلك ضعف في تعاطي بعض الأمور الهامة والحساسة من لدن الجهات الرسمية ذات العلاقة، لأن بعض المسؤولين مازالوا يعيشون وهم (التسويف) و(المزاجية) و(الدكتاتورية)، وهناك من هم عاجزون عن مسايرة الركب الشبابي والتقني، وغير قابلين للتغيير. ولن أغفل حق آخرين يستحقون الثناء بحرصهم الكبير على عدم مسايرة الغوغائيين والمتعصبين، والمتصابين، والعازفين على وتر الجماهير دون أن يستفيدوا من دروس كثيرة عايشوها وتعايشوا معها. وفي المقابل، هناك من واصلوا تجاوز الخطوط النظامية داخل الملاعب وفي الإعلام بلا عقوبات رادعة، وبالتالي تتعاظم ردود فعل المنافسين بحدة وغضب أكثر لدى الجماهير والإعلام. بالتأكيد أن المطاردة بين النصر والهلال لحيازة لقب دوري عبداللطيف جميل، وتنافسهما على لقب كأس ولي العهد بعد غد السبت زادا من لهيب وسخونة المنافسة أضعافا مضاعفة وصارت السلبيات أمرا لا يطاق، حتى وصل الأمر إلى الإساءة إلى القرآن الكريم، والعياذ بالله، نستغفره ونتوب إليه، وندعو لهؤلاء الجهلة بالهداية والصلاح. وهنا أقف وأوجه النداء لمشايخنا الكرام الذين يتفاعلون ليل نهار في (تويتر) بأن يكون لهم حضور مؤثر، وبالتأكيد أنهم عرفوا عن (هاشتاقات) في هذا الجانب اليومين الماضيين، ومن قبل حذرنا وغيرنا كثر من مغبة الميول لدرجة تغليبها على الدين، ولذا نجدد النداء مرات وكرات بأن يكون الجانب التوعوي والإرشادي حاضرا وبقوة، علما أن بعض المغردين استنكروا ما حدث. الرياضة دورها فاعل وقوي في الشباب والمجتمع، لذا نهيب بكل الجهات أن يكون تفاعلها أكثر قوة وحراكا باستثمار هذا الصخب الهلالي، النصراوي لإصلاح من بهم خلل وغواية، وأن نخفف حدة التناطح على كافة الأصعدة. أما سامي الجابر فإنه يستحق الثناء على عمله ومثابرته وحرصه على أن يثبت قدراته وكفاءته، والأجمل في هذا المقام أنه أعرض عن كثيرين يلاحقونه ويناكفونه في وقت أقل ما يكون أن يصمتوا، مع تثمين كل من حاول دعمه لينجح، ويقوي من حضور وكفاءة المدرب الوطني، علما أنه توجد نماذج مشرقة ولها بصمات ونجاحات خارجية وداخلية، والأمل أن يكون الاهتمام والدعم من لدن الاتحاد السعودي لكرة القدم بما يوسع مساحة الثقة في المدرب الوطني.