لا تنتظر أن يكون هذا بسبب خطأ (روشتة الصيدلي) فقط، فلربما (مات الإنسان) بسبب أخطاء مطبعية أخرى تواجهه في الحياة؟ ولعل المقولة الشهيرة لمارك توين «احذر من قراءة كتب الصحة، فقد تموت من خطأ مطبعي» تنطبق اليوم على من يستقون معلوماتهم وثقافتهم، ويُشكِّلون آراءهم من شبكات التواصل الاجتماعي؟!. رغم مُخالفتنا للكثير من أفكار وآراء الأديب العالمي - المتوفى سنة 1910م - كونها لا تتوافق مع ديننا الإسلامي، إلا أنه بهذه المقولة شخَّص حال (طيور) وسائط التواصل الذين لم يعاصرهم، كونهم يضرون أنفسهم، ويعتمدون على معلومات خاطئة، وثقافة (هشّة)، لكون هذه الوسائط مليئة بالأخطاء والأكاذيب والمعلومات المزورة، ولربما كانت هي أسهل وجبة يمكن أن يدسَّ لنا فيها الأعداءُ (السمَّ)!. سُئِل شاعرٌ فصيح عن تواضع أعداد متابعيه على تويتر، بينما هناك من أشباه الشعراء من يتبعهم الكثيرون؟ فأجاب: اضمن لي أن كل هؤلاء المُتابِعين أصلاً يفقهون الشعر؟ أضمنُ لك شاعرية المُتابَعين من (نجوم) شبكات التواصل!. لا يمكن تسفيه آراء جيل تويتر، أو تجاوزها، بل يجب تحليلها وفهمها، فمسرح وسائط التواصل الاجتماعي ينعكس على واقع الحياة شئنا أم أبينا، لأن لها قدرة هائلة في نقل المعلومات وتبادلها وعرضها بسرعة، وسهولة كبيرة، وربما تم تبسيطها أيضاً بطرق مرنة قابلة للفهم، لكن المخيف هو عدم وجود أدبيات أو قواعد مُتفق عليها للتأكد من سلامة المعلومة ومصداقيتها, حتى يكون رأي هذا الجيل صحيحاً ويعكس حاجته الحقيقة وقناعاتها، بل إن الإحصاءات ونتائج الاستبيان هي الأخرى يمكن تزويرها وتحريفها بأكثر من طريقة لتوافق رأي وتوجه مُطلقها، اليوم لا يمكنك الوثوق بأي معلومة تحصل عليها عبر هذه الوسائط، والتي قد تنتج وتبرز - أشخاصاً مُزوَرين - يُجيدون تقديم أنفسهم - كقادة - للرأي العام الافتراضي؟!. حتى نحمي أبناءنا، لنجعلهم ينظرون إلى (تغريدات تويتر) كوصفة أدوية (قاتلة) مُلقاة على قارعة الطريق، لا يمكن تناولها بحجة معاناتنا من (ذات المرض) دون استشارة طبيب مُختص!. وعلى دروب الخير نلتقي.