صراحه-وكالات: قال رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف إنه لا يزال يرغب في إجراء محادثات سلام مع حركة طالبان، على الرغم من الهجمات التي شهدتها البلاد خلال الأشهر الأخيرة. وأعلن شريف عن تشكيل لجنة رباعية لمتابعة المفاوضات مع الحركة. وقال رئيس الوزراء الباكستاني في خطاب نادر للبرلمان، إن الإرهاب يجب أن يندحر، إما عن طريق المحادثات أو بالقوة، مشيرا إلى أنه يرغب في أن يمنح السلام فرصة أخيرة. وتعهدت حركة طالبان الباكستانية بتصعيد هجماتها في أعقاب مقتل زعيمها حكيم الله محسود في هجوم بطائرة من دون طيار العام الماضي. واستبعد خليفته الملا فضل الله الدخول في محادثات سلام، ووعد بالانتقام. ويرى كثير من الباكستانيين أن القادة السياسيين في البلاد عاجزين عن مواجهة خطر المتشددين، في ظل تصاعد الهجمات، حسبما يقول مراسلون. ويواجه شريف، الذي انتخب رئيسا للوزراء في مايو/آيار الماضي، ضغوطا متزايدة للسيطرة على أعمال العنف التي تشهدها البلاد. وقال شريف لأعضاء البرلمان في خطاب متلفز: أنا متأكد من أن الأمة كلها ستقف وراء الحكومة إذا قمنا بشن عملية عسكرية ضد الإرهابيين – ولكني أريد أن أعطي للسلام فرصة أخيرة. وأشار شريف إلى أنه سئم من الهجمات وسيفعل كل ما هو ممكن لإحلال السلام في البلاد. وستضم اللجنة الرباعية الصحافيين المخضرمين رحيم الله يوسفزاي وعرفان صديقي، والسفير السابق رستم شاه مهمند، والجنرال متقاعد في المخابرات الباكستانية أمير شاه. وستقدم اللجنة الرباعية تقريرا إلى وزير الداخلية بنتائج الحوار. ولم يوضع إطار زمني للمحادثات، كما لم يعلن رئيس الوزراء عن أي شروط مسبقة للمفاوضات. واتهم رئيس حزب الشعب الباكستاني بيلاوال بوتو زرداري، الذي دعا الى عمل عسكري ضد حركة طالبان ، اتهم شريف باسترضاء المتشددين. وقال زرداري، وهو نجل رئيسة الوزراء السابقة بينظير بوتو التي قتلت عام 2007 في هجوم يعزى إلى حركة طالبان، قال في تغريدة على موقع تويتر: أنا أدعم نواز شريف، وأريد له أن يكون لدينا مثل تشرشل لانجلترا، بيد أنه للأسف أصبح مثل نيفيل تشامبرلين لاتباعه سياسة الاسترضاء. وكرر سياسيون باكستانيون دعواتهم لإجراء محادثات مع المتشددين، إلا أن جميع المحاولات باءت بالفشل. ولقي العشرات مصرعهم خلال الشهر الجاري، وكثير منهم من الجنود، نتيجة الهجمات التي يشنها متشددون على أهداف عسكرية ومدنية في جميع أنحاء البلاد، وهو ما آثار العديد من علامات الاستفهام حول الاستراتيجية التي تنتهجها باكستان للتعامل مع التطرف. ويقول بعض المراقبين إن عدم اتخاذ إجراءات عسكرية مشتركة يعني ضياع فرصة الاستفادة من الانقسامات التي ظهرت في صفوف المتشددين عقب وفاة حكيم الله محسود أوائل نوفمبر/ تشرين الثاي الماضي. وتشهد منطقة شمال وزيرستان القبلية عملية عسكرية محدودة في الوقت الراهن، غير أن المراسلين يشككون في رغبة الحكومة والجيش في إسلام آباد في شن هجوم أكبر على المعقل الرئيسي للمتشددين قرب الحدود الافغانية. ويعتقد محللون أن باكستان تنظر للعديد من المتشددين المتمركزين في شمال وزيرستان على أنهم أصول استراتيجية خلال العام الذي يشهد رحيل القوات الأجنبية من أفغانستان المجاورة.