طور الباحثون في مجال علوم الحاسب الآلي في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا MIT بالتعاون مع مختبر الذكاء الصنعي وجامعة جورجيا برنامج ذكاء صنعي جديد يعمل على تحويل أي هاتف ذكي إلى جهاز تتبع للعين. ويستخدم البرنامج الجديد تقنية تعلم الآلة، وهي التقنية التي تسمح للحاسب بتعلم أداء المهام من خلال البحث عن أنماط متشابهة ضمن مجموعة كبيرة من الأمثلة التدريبية. وعملت العديد من الشركات على مدى الأعوام السابقة في تطوير تقنية تتبع العين بحيث يُمكن تحديد المكان الذي يوجه المُستخدمون نظرهم إليه. وتم استخدام تقنية تتبع العين على نطاق واسع في التجارب النفسية وبحوث التسويق، إلا ان غلاء ثمن الأجهزة أبقاها بعيدة عن متناول المُستخدمين والتطبيقات الاستهلاكية. ويأمل الباحثون تغيير ذلك عبر نظامهم الجديد، حيث يعمل النظام الجاري تطويره على جعل تطبيقات تتبع العين الموجودة حالياً أكثر سهولة، والسماح لواجهات الحواسيب الجديدة من المُساعدة في الكشف عن علامات الأمراض العصبية أو العقلية في بدايتها. وأشار الباحثون إلى أن عدم وجود تطبيقات تخدم التقنية شكل عاملًا مُحبطًا منع المُستخدمين من شراء الأجهزة، وانه يجب كسر هذه الحلقة المفرغة ومحاولة جعل التقنية تعمل على أجهزة الهواتف الذكية باستخدام الكامير الأمامية. وتتضمن مجموعة التدريب الحالية أمثلة أنماط بصرية من 1500 مُستخدم للأجهزة المحمولة، والتي تُعتبر ميزة مقارنًة بالأبحاث السابقة من حيث كمية البيانات التي يُمكنهم العمل عليها. وتمكن الباحثون من تخفيض هامش الخطأ في النظام إلى رقم قريب من 1.5 سنتيمترًا، وتشير التجارب إلى أن توافر حوالي 10 آلاف مثال تدريبي ينبغي أن يكون كافيًا لخفض هامش الخطأ إلى سنتيمتر ونصف، والتي سوف تكون جيدة بما يكفي لجعل النظام مجدية تجاريًا. واعتمد الباحثون على تطوير تطبيق بسيط لأجهزة الهواتف الذكية المحمولة لجمع أمثلتهم التدريبية، ويعمل التطبيق على إطلاق ومضات ضوئية على نقاط صغيرة في أمكان مُختلفة على الشاشة لجذب انتباه المستخدم واستبدالها لفترة وجيزة بحرف R أو L والطلب من المُستخدم الضغط إما على الجانب الأيمن أو الأيسر من الشاشة. ويضمن الضغط على الاتجاه الصحيح بان المُستخدم قد حول نظره فعلاً ونظر إلى المكان المقصود، وتلتقط كاميرا الهاتف صورًا لوجه المُستخدم بشكل مستمر خلال هذه العملية. ويعتزم الباحثون تقديم خلاصة عملهم ونتائجه عبر عرضهم لورقة بحثية تصف النظام الجديد يوم 28 يونيو/حزيران الحالي في مؤتمر الرؤية الحاسوبية والتعرف على الأنماط.