وأهاب معاليه بالذين ينطلقون إلى حمل الدعوة والذين سيحملون مشعل الهداية أن يعتنوا بإصلاح النواة في العمل الدعوي حيث إنه الأساس؛ لذلك كان من المنتظر إصلاح هذه الثلاث في النفوس الإيمان ، والعلم ، والعقل . وتحدث معالي الوزير الشيخ صالح آل الشيخ عن الاستعمار والتسيد، والتسلط، في عالم اليوم، وقال: اليوم التسيد والتسلط عظيم ، من أنواع التسيد اليوم التي في العقل الآخر ويمارسها، موضوع الهدم والبناء الموصل للفوضى ، الهدم والبناء هذه نظرية في مكان ما في الأرض عند فئات وعملوا عليها ، تسيدوا في وقت ما بالاستعمار، الآن التسيد ليس في الاستعمار، التسيد بعدم الاستقرار ، كان التسيد بالاستعمار وهو الآن صعب حتى قال بعضهم: لا يستحقون أن نتعب في عدم استقرارهم ـــ يعني المسلمين ــــ هم مؤهلون لعدم الاستقرار، وإذا حدث عدم الاستقرار النتيجة استفادة المتسلطين؛ لأنه مع عدم الاستقرار كل سيبحث عن قوة، وبالتالي صاحب القوة الذي يُصَدِّر الأفكار، ويصدر السلاح، يصدر المال ...إلى آخره، هو الذي سيستفيد، وهذا الذي حصل في بلادنا الإسلامية، وخاصة في المنطقة عندنا من تسلط إيران على دول المنطقة، تسلطت لأجل الهدم، ثم من المستفيد؟ الدول المستعمرة، هذه الاستفادة ناتجة عن عدم الاستقرار، عدم الاستقرار هذا سيصدر لعديد من الدول؛ لذلك دور العالم ينتبه لئلا يكون العالم والداعية لبنة في عدم الاستقرار، مخاطرة في الدين كبيرة جدا، وأبغض ما يكون إلى الله ــ جل وعلا ــ إراقة دم مسلم بغير وجه حق. وأضاف معاليه يقول: فعدم الاستقرار الآن هو الوسيلة و يسمونه الهدم، وعدم الاستقرار يكون منّا وفينا، سلطْ الشيعة على السنة، سلط فئة على فئة، حركات إرهابية، حركات تكفيرية، من الذي صنع هذه الدعوات، والحركات، والمذاهب الضالة التكفيرية؟ هي مصنوعة في أساسها، ثم توسعت دون صناعة، فبالتالي فإن المخاض الفكري للأمة ناتج عن عدم الوعي، وعدم الاطلاع، وعدم القراءة. فما يراد الآن للإسلام والمسلمين هو الهدم هذه نظرية وهي اهدمْ ، اهدم في كل مكان، وخلال الخمسين سنة القادمة سوف تنفذ هذه النظرية بدأت من سنة 2000 إلى سنة 2040، أو 2050 لازم تستمر حتى تهدم ، تهدم حتى يكون النموذج البديل، تكون الخيارات كلها للدول المتسيدة صار استعمارا، أو سلبا للخيارات باختيار أهل البلد وهم بعيدون. فإصلاح الفكر الإسلامي هو إصلاح العقل الإسلامي، وله معطيات كثيرة، مؤكداً على أهمية العقل في التعاطي اليوم مع الشأن الإسلامي، فالعاطفة وحدها لا تبني ، لابد من إيمان في عاطفة قوية، وعزيمة لا تفتر، تجعل المرء يبذل كل وقته للدعوة ، ولخدمة أبناء الإسلام، ثم علم راسخ قوي، ثم عقل سليم في ذلك. وختم معالي الوزير الشيخ صالح آل الشيخ كلمته مسجلاً الشكر والتقدير لسمو الأمير الدكتور بندر بن سلمان بن محمد ، ولجميع أعضاء اللجنة في جهدهم الكبير في نجاح هذه المهمة واستمرارها في خدمة الدعوة إلى الله ، مؤكداً أن وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد حريصة على مد الجسور مع كل الفاعلين في نهضة الإسلام والمسلمين والعمل في الدعوة إلى الله تعالى بصدق وإخلاص ونهج سوي، وإنجاح جميع أعمال الدعاة في أفريقيا، ومشيرا ــ في ذات الوقت ــ إلى أن الوزارة لديها تواصل في أفريقيا مع علماء أفريقيا، ومع جمعيات أفريقيا، ومع المؤسسات، والجامعات في أفريقيا لخدمة العمل الدعوى في القارة الإفريقية.