×
محافظة الرياض

«الوزراء»: «دليل إرشادي مالي» لضبط بيئة العمل الحكومي.. و«التشهير» بمخالفي الصيد

صورة الخبر

على بعد نحو (48 كيلومترا جنوب غربي مدينة أربيل)، يقع مخيم ديبكة الذي يأوي النازحين الذين وصلوا مؤخرا إلى المخيم بعد نجاحهم في الهرب من ناحية القيارة وقضاء الشرقاط، والقرى والبلدات الأخرى جنوب الموصل، ويستقبل المخيم يوميا المئات من سكان تلك المناطق الذين يسلمون أنفسهم لقوات البيشمركة والجيش العراقي في الجبهات الأمامية. وتوفر قوات البيشمركة لهؤلاء النازحين مع وصولهم مياه الشرب، وتقدم للجرحى منهم الرعاية الصحية، قبل النقل إلى مخيم ديبكة، حيث خصص جزء منه لتدقيق أسمائهم، ومعرفة ما إذا كانوا منتمين إلى تنظيم داعش أم لا، وبعد انتهاء تلك الإجراءات يدخلون المخيم وينضمون إلى النازحين الآخرين. «الشرق الأوسط»، تجولت في مخيم ديبكة الذي يحتضن حاليا سبعة آلاف نازح، والتقت النازحين فيه لمعرفة معاناتهم وإيصال أصواتهم إلى المجتمع الدولي. يقول المواطن، بدري صالح، من سكان بلدة الحاج علي (جنوب الموصل) الخاضعة لسيطرة «داعش»، لـ«الشرق الأوسط» «مسلحو (داعش) طردوني من منزلي، واتخذوه مقرا لهم، فاستهدفته الطائرات ودُمر بالكامل؛ لذا بدأنا نحن أهل هذه القرى الواقعة جنوب الموصل بالهرب من خلال المزارع، وعند اقترابنا من مواقع القوات الأمنية، رفعنا الراية البيضاء، فنقلونا إلى هذا المخيم». وأردف صالح بالقول «النازحون هناك أعدادهم كبيرة جدة، وهذه الأعداد في تزايد يومي؛ لذا نحن في حاجة إلى توفير أكبر عدد من الخيم لإيوائنا، ونناشد المملكة العربية السعودية، وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، بمد يد العون لنا نحن النازحين في إقليم كردستان؛ فالإقليم يعيش ظروفا اقتصادية صعبة، وأعداد النازحين تزداد يوما بعد يوم». من جانبه، بين المواطن حسام أحمد، من ناحية القيارة، لـ«الشرق الأوسط» «الأوضاع في المناطق الخاضعة لسيطرة (داعش) مأساوية جدا، ليس هناك طعام ومواد غذائية كافية، إضافة إلى ذلك، التنظيم بدأ بطردنا من منازلنا، لكن الحمد لله تمكنا أن نهرب ونصل هذه المنطقة الآمنة، حيث استقبلتنا قوات البيشمركة، وفر لنا الخيرون من سكان هذه المناطق المأكل والملبس». من جهته، روى المواطن سلام عمر، الذي هرب مع مجموعة أخرى من الشباب من بلدة الحاج علي، لـ«الشرق الأوسط»، قصة إعدام «داعش» لثلاث نساء من بلدته، وأضاف أنه «اعتقل التنظيم ثلاث نساء من بلدتنا أثناء محاولتهن الهرب منها، وأعدمهن فورا، حتى إن واحدة منهن كانت تحمل معها رضيعها». بدوره، قال مدير فرع مؤسسة بارزاني الخيرية في مخيم ديبكة، رزكار عبيد، لـ«الشرق الأوسط» إن «الأوضاع فی المخيم جيدة، لكننا لا نمتلك مكانا كافيا لإيواء النازحين الجدد، فخلال اليومين الماضيين استقبلنا نحو ثلاثة آلاف نازح، وأعداد النازحين تزداد يوميا، فاليوم (أمس) استقبلنا أكثر من 1300 نازح آخر، من مناطق جنوب الموصل، وغالبية هؤلاء النازحين هم من بلدة الحاج علي. والوضع بالنسبة لنا أصبح صعبا جدا، لأننا لا نستطيع أن نستوعب أي نازح آخر»، مستدركا بالقول: «نعمل الآن على إيجاد حل لهذه المشكلة بالتنسيق مع المنظمات الدولية وحكومة الإقليم، من خلال إنشاء مخيمات أخرى». وأردف عبيد بالقول إنه «ليس هناك أي دور للحكومة العراقية في هذا المخيم، ولحد الآن لم تتحرك لحل مشكلة إيواء النازحين فيه، ولم يقدموا أي شيء للمخيم، ونطالبها بالعمل على حل أزمة النازحين الجدد ومعرفة احتياجاتهم من مواد غذائية ومخيمات». وطالب عبيد بإنشاء مخيمات جديدة للنازحين، متوقعا نزوح أعداد أكبر من الموصل وأطرافها خلال الأيام المقبلة، كاشفا بالقول إنه «بحسب المعلومات الواردة لنا من النازحين الهاربين من (داعش)، فإن هناك نحو 25 ألف شخص آخر سينزحون من المناطق التي يسيطر عليها التنظيم جنوب الموصل باتجاه قضاء مخمور وناحية ديبكة».