×
محافظة المنطقة الشرقية

تكريم الفائزين في مسابقة القرآن الكريم بدورة حمد الزامل

صورة الخبر

مطلوب من القائد الأعلى للقوات المسلحة الأميركية في زمن الحرب إنجاز كثير من الأشياء، منها على سبيل المثال لا الحصر، إصدار أوامر العمليات، والموافقة على الخطط، وتعيين وإعفاء القادة. وقام الرئيس باراك أوباما ببعض بهذه المهام بصرف النظر عن صعوبة بعضها وسهولة البعض الآخر، ولكنه كان مطالبا إلى جانب ذلك بأن يتحدث -بوضوح وإقناع- إلى الشعوب الأجنبية، والمشرّعين المحليين، والقوات، وقادة الدول الحليفة، بل وحتى للأعداء اللدودين. والأمر المؤكد، أن أوباما لم يشرح للشعب الأميركي -بأي قدر من التفصيل- الأسباب التي دعته إلى مواصلة الحرب في أفغانستان والعراق، بدلا من إنهائها كما كان قد وعد. وأعلن أن الحروب التي شنتها أميركا على "القاعدة" ربما تكللت بالنصر المبين، في حين أن الأمر لم يكن كذلك. كما قلل من شأن أولئك الذين اختلفوا معه حول مسألة استخدام القوة خلال وصفهم إما بأنهم دعاة حرب، أو مجموعة من السذّج على نحو لا يرتجى علاجه. كما رسم صورة لمستقبل خال من الأسلحة النووية، في الآن ذاته الذي شهدت فيه ترسانات القوى النووية نموا ملحوظا. إلى ذلك كله، وصف الرئيس فكرة تسليح المعارضين السوريين بأنها حماقة -قبل أن يقوم بتسليحهم فيما بعد- كما تنبأ بغرق روسيا في مستنقع بعد تدخلها عسكريا في الشرق الأوسط، في حين أن الحقيقة هي أنها كانت تمد نفوذها والمدى الذي يمكن أن تصل إليه. وليس هذا فحسب، بل لقد نفذ أكثر حملات الاغتيال كثافة "القتل المستهدف، إذا ما شئتم تسميتها كذلك" في تاريخ الحروب، دون أن يقدم الدليل الكافي على ضرورتها. وسواء أسمينا ذلك غياب الخطاب، أو الخطاب الفارغ، أو الخطاب الخاطئ، فإن الشيء المؤكد، هو أن أوباما، بعد كل شيء، ليس داعية سلام وليس شخصا شديد الحساسية، كما قد يظن البعض. فالرئيس أمر بشن ثالث حرب عراقية خلال ربع قرن، وأمر بتنفيذ عدد لا يحصى من غارات الطائرات من دون طيار، وغارات الكوماندوز، وتدخل في ليبيا، وطور وجود قواته في أوروبا، وأمر بتسيير دوريات بحرية استفزازية "لكنها ضرورية"، في بحر الصين الجنوبي، لا يمكن أن نطلق عليه أنه شديد الحساسية. وما أعاق أوباما جزئيا في دوره كقائد أعلى، هو نفوره من هذا الدور. ويجب علينا ألا ننسى أن نجاح كثير من القادة السياسيين في دورهم كقادة أعلى في زمن الحرب، يرجع إلى أنهم كانوا يستمتعون بأداء هذا الدور، ويكفي أن نعود إلى سيرة قادة مثل إبراهام لينكولن، وفرانكلين روزفلت، ووينستون تشرشل، حتى ندرك ذلك. والأمر مختلف بالنسبة لأوباما، فهو يهتم بقمة العشرين أكثر من اهتمامه بالناتو، ويهتم بالإصلاحات الاجتماعية الداخلية، أكثر من اهتمامه بالتنافس مع القادة الخارجيين على النفوذ الدولي، أو خوض الصراع ضد أعداء لدودين، وهو يرى أن ليبيا، وأوكرانيا، وسورية، في مجملها، تمثل قضايا كريهة، تصرف أنظاره عن مسألة بناء جمهورية أكثر كمالا في الداخل. والغرور سبب آخر -أكثر عمقا في الحقيقة- لفشل خطاب أوباما كقائد أعلى. ففي مقابلة شهيرة مع جيفري جولدبيرج في مجلة "أتلانتيك" أعرب أوباما بجلاء عن كراهيته لأي آراء تتعلق بالأمن القومي.