ابتكرت الخريجة الجامعية أنفال إبراهيم الرواشدة قميصا بسيطا يحتوي على رسومات تساعد الأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة الصم والبكم في مواصلة حياتهم اليومية الطبيعية. وتقول الرواشدة إنه رغم أن لغة الإشارة ساهمت في سد جزء من هذه الثغرة بين الأشخاص الأسوياء والمعاقين، فهي تلعب دورا مهما في مساعدة الصم على التواصل بشكل أفضل، إلا أن الأغلبية الساحقة من المواطنين لا يتقنون ترجمة حركات الصم والبكم التي تعتبر لغة التواصل. وبينت الرواشدة أن الفكرة بسيطة ولكنها مفيدة وتساعد هذه الفئة كثيرا في سرعة التواصل مع غيرهم ممن لا يحسنون لغة الإشارة، مشيرة إلى أن القميص أو تي شيرت نموذج لم يكن ضمن خيارات الأشخاص الطبيعيين او ذوي الاحتياجات الخاصة للتواصل فيما بينهم، إذ يتسع القميص من 30 إلى 40 رمزا تعبيريا مهما وضروريا، وهو قابل للتغيير والزيادة والتطوير. وأكدت رغبتها بتقديم خدمة تساعد الصم والبكم في حياتهم، تختلف عن لغة الإشارة، رغم أنها أثبتت بأنها وسيلة فعالة تمكن من التواصل بين الصم والأسوياء، إلا أن الأمر يتطلب من الناس بعض الوقت للتعلم والكثير من الناس أيضا الذين لديهم السمع ليس لديهم المهارة ويبحثون عمن يترجم لهم هذه الإشارات. وتوضح أن هذه الطريقة بسيطة ومنخفضة الثمن تساعد وتسعد الاشخاص من فئة الصم والبكم فكل ما يحتاجه الشخص من فئة الصم والبكم هو التأشير على الرمز الذي يحتاجه لتتم تلبية حاجته بطريقة سهلة ومفهومة. وبين المختص بلغة الإشارة مالك الرعود ان هذه المبادرة سهلة للتواصل ما بين الاشخاص الأسوياء والأشخاص ذوي الإعاقة السمعية واللفظية، مشيراً إلى أن هذا الابتكار ليس معمولا به وغير مألوف بين المواطنين، خاصة ان لغة الصم والبكم عالم صامت، كما أن الابتكار مفيد جداً خاصة للشخص المعاق والذي يذهب إلى التسوق أو إلى الاماكن السياحية، فوجود هذا القميص يفيد كثيراً للأشخاص الأسوياء لفهم ما يحتاجه ذوو الاحتياجات الخاصة. وأكدت مديرة مركز أصدقاء التوحد في العقبة حنان كفاوين أن هذه الفكرة جيدة وأداة فعالة للصم والبكم، بالإضافة إلى مرضى التوحد، مشيرة إلى أن طريقة تعليم مرضى التوحد تتم عن طريق الصورة، وبإمكان ذوي الاحتياجات الخاصة التأشير على الصورة من أجل الحصول على ما يريده، وهذا ما نفعله عن تدريب مرضى التوحد. وبينت كفاوين أن هذه الفكرة أداة تعليمية لم تخطر ببال أحد، وأن غير الناطقين من البكم والصم والتوحد، الذين لا يتعلمون الحديث يستخدموا بصرهم بالإشارة على الصورة، مؤكدة أنه يجب على مؤسسات القطاع الخاصة والعام تبني هذا الابتكار لما له فائدة كبيرة على غير الناطقين. من جهته قال مدير التنمية الاجتماعية لمحافظة العقبة مطلق الزوايدة ان هذا الابتكار غير مألوف ومفيد لذوي الإعاقة السمعية وغير الناطقين، مشيراً انه يجب تعميم الفكرة على المراكز والجمعيات والمنظمات التي تعمل في هذا المجال للاستفادة من هذا القميص واستخدامه، خاصة عند الخروج من المنزل، مبينا أن مشكلة العمل مع الصم ليست مشكلة عقلية، فالأشخاص الصم ليسوا أغبياء أو مغفلين، لكن مشكلة التعامل معهم هي مشكلة تواصلية بحتة، وبما أنهم ليسوا قادرين على النطق فإنهم لن يستطيعوا التحدث بلغة الأشخاص غير الصم، لذا فإن العمل مع الصم أو العيش معهم أو تربيتهم أو التواصل معهم تتطلب من الأشخاص غير الصم تعلم لغة الإشارة لحل المشكلة التواصلية معهم، ومن خلال هذا القميص يكون التواصل معهم أكثر سهولة. ويقدر عدد الأشخاص ذوي الإعاقة بحوالي 10 % من سكان الكرة الأرضية، أي ما يقارب 650 مليون شخص، ليشكلوا أكبر أقلية في العالم، وذلك وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، ومن بين هؤلاء نحو 426 مليونا يعيشون تحت خط الفقر في البلدان النامية. الغد