أعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون اليوم الجمعة ان مجلس العموم سيجتمع في جلسة خاصة يوم الاثنين المقبل لنعي النائبة عن حزب العمال جو كوكس التي اغتيلت امس بالقرب من مدينة (ليدز) شمالي انجلترا. ودعا كاميرون بعد وضعه اكليلا من الزهور في مدينة (بيرستال) التي تمثلها النائبة الى ضرورة نبذ العنف والتطرف والكراهية وعدم التسامح بين الأحزاب السياسية وكافة اطياف المجتمع وجالياته. وذكر انه تقع على عاتق كل فرد من المجتمع مسؤولية التصدي للكراهية والفرقة وحماية الديمقراطية التي تنعم بها بريطانيا مؤكدا ان النائبة الراحلة كانت من الداعين لحماية التنوع الثقافي والعرقي في المجتمع البريطاني. وقال كاميرون "ان الشعب البريطاني بمختلف مكوناته لا يزال تحت وقع الصدمة من حادثة الاغتيال التي استهدفت جو كوكس تاركة وراءها طفلين صغيرين" معتبرا ان الحادث "جريمة كراهية وهجوم على الديمقراطية". من جانبه وصف زعيم حزب العمال جيريمي كوربين الحادث بأنه "تراجيديا حقيقية راحت ضحيتها نائبة متميزة ومعروفة بنشاطها الإنساني وإسهاماتها في رفع المعاناة عن كثير من الشعوب التي تعرضت لازمات وكوارث". وذكر كوربين انه هو من وجه الدعوة لعقد جلسة خاصة للبرلمان وان رئيس الوزراء وباقي الأحزاب الممثلة في مجلس العموم قبلوها. وعلى صعيد متصل ابقت الأحزاب السياسية البريطانية على الحملة الانتخابية المرتبطة باستفتاء الأسبوع المقبل معلقة لليوم الثاني على التوالي فيما نكست الاعلام فوق المباني العامة ومبنى رئاسة الوزراء. واكدت اكبر الأحزاب ممثلة في المحافظين والعمال والديمقراطيين الأحرار عدم دخولها الانتخابات التكميلية لاختيار بديل عن النائبة الراحلة بيد انه لم يكشف عن الاجراءات القانونية التي سيتم اعتمادها في هذه الحالة. من جهة اخرى نقلت وسائل اعلام محلية عن المتحدث باسم رئاسة الوزراء القول ان الحكومة نصحت السياسيين ونواب البرلمان بالتزام الحيطة والحذر في تنقلاتهم ومراجعة اجراءات الحماية الشخصية ان لزم الامر ذلك. جاء ذلك تزامنا مع ما أكده وزير اسكتلندا في الحكومة البريطانية ديفيد ماندال اليوم الجمعة انه تلقى في العام الماضي تهديدا بالقتل بعد تصويته لدعم مشروع الحكومة بتوجيه ضربات عسكرية ضد ما يسمى تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) داخل سوريا. واوضح ماندال في تصريح صحافي ان الشرطة أعلمته بعد التصويت في ديسمبر الماضي ان تهديدات حقيقية بالقتل وجهت ضده مضيفا انه رفض ان يعلن عن الامر في ذلك الحين امام وسائل الاعلام خوفا على حياة أسرته. يذكر ان النائبة جو كوكس كانت تهم أمس الخميس بالخروج من المكتبة العامة في مدينتها حيث كانت تجري لقاءات أسبوعية مع المواطنين قبل ان يقترب منها رجل ويطلق عليها ثلاث رصاصات. وذكرت وسائل الاعلام نقلا عن شهود عيان ان المسدس سقط من يد منفذ الاعتداء ثم اخرج سكينا ووجه به عدة طعنات للضحية وهي ملقاة على الارض ثم قام بركلها. ولم تكشف الشرطة حتى الان عن دوافع الجريمة التي ارتكبها الرجل البالغ من العمر 52 عاما واكتفت بالقول انها اعتقلت منفذ الاعتداء وانها لا تبحث عن اي شخص آخر.