×
محافظة المنطقة الشرقية

ولادة الدمام يحصد شهادة هيئة الاعتماد الدولية

صورة الخبر

مصر مركز الجدل العربي؛ لأنها الثقل التاريخي حتى إن القول «لا حرب بدون مصر، ولا سلام بدون سورية» أعيد إلى أقوال أخرى تطابق الوضع العربي الراهن بأنه «لا حرب بدون واشنطن، ولا سلام بدون موسكو»! وعموماً فمصر التي يشكل مجتمعها بيئة حضرية وفلاحية، لم تعرف الفصل بين الأجناس والأديان، بل ظلت بيئة استقطاب أذابت كلّ من سكنها في قلبها، وهذا التنوع العرقي والحضاري جاء إضافة كبيرة للتجانس والاندماج، ومع أنها ظلت منذ م مركز الحركة السياسية العربية فقد ظلت موقع القوة، غير أن تسييس الدين جاء ليكون بداية تحول في الرأي العام الوطني نتيجة خيبات النظم السياسية القديمة، والتي لم تحدد الأهداف التي ترتكز على إصلاح الداخل، فسادَ الصوت الإعلامي، على بناء مؤسسات المجتمع والخروج به من الأزمات المتصاعدة والحروب.. ورغم ذلك ظلت مصر متماسكة إلى أن دخلت بعض عناصر الإرهابيين من جماعات التكفير، ثم عناصر أخرى، دورات العنف لتستهدف السياح، ثم الرموز الوطنية، وضاعفت مجريات الثورة المشكلة بأن تحول التوجه إلى ضرب مؤسسات الدولة، إلاّ أن الأمن الوطني بجناحيْه الجيش والشرطة، والتفاف المواطنين معهما ألغى الأدوار التي حاولت خلق الفوضى لمنع الدستور وانتخاب رئيس وبرلمان جديدين، وكأي بلد يمر بتحولات تتغير فيها السلطة من شبه فردية بغطاء حزبي حكومي بقيادته وتشكيله، إلى نظام وليد يريد رؤية مصر ديمقراطية مستقرة.. فإنشاء أحزاب مستقلة بقيادات وطنية، ونقابات، ونشر العدالة بتقوية سلطة القضاء، وتمثيل الشعب في جميع الهيئات والإدارات بما في ذلك محاكمات عادلة للسلطتين الماضيتين بما يكفل حق المواطنة، هو أمرٌ أجمع عليه كل من شارك في الثورة بأن تنتقل مصر من زمن مضى، إلى حياة جديدة.. هل مصر ستعيد التضامن العربي المفقود وبنزعة مختلفة عن التواريخ الماضية، وتبني علاقاتها وفق مصالح تلتقي على أهداف واضحة، وتعيد مسيرة الحياد الإيجابي مع الخارج؟ قطعاً كل هذا لا يغيب عن صانع القرار هناك، أو لا يضعه في الحسبان، والمصلحة المتبادلة بين مصر وفضائها العربي، تأتي لها الأولوية القصوى، غير أن هناك بعض الآراء والتصريحات التي تأتي على لسان من يدعي مرة أنه خارج السلطة، وأخرى أنه مهندسها مثلما تحدث به محمد حسنين هيكل والذي اعتاد على تعقيد العلاقات العربية بدلاً من تصالحها، ولعله بزعمه أن تسليم جزر الإمارات لإيران جاء مقابل استقلال البحرين ليست هفوة فقط وإنما هي إعادة لحروب الاتهامات وشتائم الإعلام في وقت الجميع يبحث عن تغيير في النهج والسياسات وبناء عوامل الثقة بدلاً من تبديدها بآراء غير مسؤولة.. عموماً لم تغير الخلافات على مدى أكثر من نصف قرن القناعات المشتركة بأن الرابط العربي بين مصر وكل محيطها لا تغيره الظروف لأن القاعدة الأساسية أقوى من أي ردود أفعال نفسية أو انفعالية..