قال الرئيس التنفيذي للاحتفالية الدكتور عبدالرحمن السلمي: يمثل احتفال نادي جدة الأدبي بمرور أربعين عامًا على إنشائه تظاهرة ثقافية ليس على مستوى الأندية الأدبية فحسب بل على مستوى الوطن أجمع. نعم من هنا كانت الانطلاقة نحو آفاق الثقافة بمباركة من الأمير الراحل فيصل بن فهد -الرئيس العام لرعاية الشباب في ذلك الحين- الذي يجب علينا أن نسترجع سيرته كمؤسس للثقافة السعودية رحمه الله، نتذكر تاريخ هذه الشخصية الثقافية في تأسيس الأندية الأدبية من الأحداث الثقافية والأدبية المهمة في تاريخ الأدب السعودي، لن اتحدث عن النادي وأنشطته وريادته وإصداراته فشهادتي فيه مجروحة ولكن لعل الجميع يعرف أولئك الرواد الذين قام النادي على أكتافهم والذين نذروا أنفسهم في سبيل رقي وتقدم الوطن وكان لإسهاماتهم دور كبير في النهضة الثقافية الشاملة التي تعيشها المملكة: محمد حسن عواد وحسن القرشي وضياء عزيز وعبدالفتاح أبو مدين ثم من أكمل المسيرة من بعدهم الدكتور عبدالمحسن القحطاني وحتى الفترة الحالية في رئاسة الدكتور عبدالله السلمي، إنها حقبة يحق للمرء أن يفاخر بها. لقد كانت الانطلاقة من هنا من عروس البحر الأحمر مدينة الأدباء والمثقفين بهذا النادي ثم تلاها إنشاء عدد من الأندية في أنحاء البلاد ولا تذكر مسيرة الأندية الأدبية إلا ويذكر نادي جدة كناد ريادي سباق، إن هذه الريادة بقدر ما تحمله لنا من فخر إلا أنها تجعلنا في تحد دائم مع الإبداع : نكون أو لا نكون ولن يتحقق لنا ذلك بعد توفيق الله إلا بتضافر الجهود ثم بدعم ومؤازرة من المثقفين والأدباء. لقد اسهمت الأندية الأدبية عبر مسيرتها في إثراء الحركة الأدبية السعودية وتنمية الحوار الثقافي، حيث بلغت الثقافة السعودية مرحلة النضج والازدهار والتأثير والنهضة الثقافية في المملكة هي ترجمة حقيقية للطفرة الحضارية التي تعيشها المملكة في السنوات الأخيرة. ويزدان هذا الاحتفاء بتشريف وزيرنا المحبوب وشاعرنا المفوه وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة وسمو الأمير نواف بن فيصل الرئيس العام لرعاية الشباب الذي نرى فيه خلفًا لوالده الراحل الذي ستخلده الثقافة السعودية كرمز من رموزها وأحد بناة صروحها، ونأمل أن تكون الاحتفالية بحجم المناسبة وما يستحقه الرموز الثقافية والأدبية التي نحتفى الليلة بتكريمهم وفاء وعرفانًا بدورهم.