هل الشريعة الإسلامية صالحة لكل زمان ومكان؟ إذا كان الأمر بصيام شهر رمضان بناء على رؤية الهلال فكيف يصنع من يعيش على سطح القمر؟ كيف يصلي من يعيشون على المريخ؟ مقالة اليوم تحاول البحث عن إجابات لكل هذه الأسئلة.. بداية لا بد أن أقر أنني لست في منزلة من يفتي أو يقرر أحكاماً شرعية وإنما أحاول طرح التساؤلات ونقل ما وجدته من طروحات من مصادر مختلفة. ويبقى الحكم النهائي لأهل الفتوى وأصحاب الاختصاص. وبحثاً عن الإجابة وجدت مبحثاً في الانترنت للدكتور عبدالله المسند (بتاريخ 24/2/2011) عرض فيه ثلاثة خيارات فيما يتعلق بأحكام الصلاة والصيام على المكوكات والمحطات والأجرام الفضائية وهي: أولا: ربط رائد الفضاء المسلم بمكة المكرمة في مواقيت الصلوات الخمس ومواقيت الإمساك والإفطار وطول الشهر والليل والنهار. مع مراعاة قضاء الصلوات لتقدم مكة في الزمن بساعات عن محطات إطلاق المركبات الفضائية الأميركية. ثانيا: ارتباط رائد الفضاء بمواقيت ومواعيد الصلاة والصيام الخاصة بالمنطقة التي انطلق منها وهذا ما حصل في حالة الأمير سلطان بن سلمان. ثالثا: ارتباط رائد الفضاء بمواقيت ومواعيد الصلاة والصيام بتوقيت جرينتش المعتمد في محطة الفضاء الدولية مع مراعاة قضاء الصلوات لتقدم جرينتش عن أميركا بالزمن. وطبعاً يمكن تكييف هذه الخيارات حسب مكان انطلاق المكوك من روسيا أو الصين أو السعودية والعالم الإسلامي مستقبلا إن شاء الله. وتجدر الإشارة إلى أن هذه الخيارات استندت على حديث الدجال الوارد في صحيح مسلم: (قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا لَبْثُهُ فِي الْأَرْضِ؟ قَالَ: أَرْبَعُونَ يَوْمًا: يَوْمٌ كَسَنَةٍ، وَيَوْمٌ كَشَهْرٍ، وَيَوْمٌ كَجُمُعَةٍ، وَسَائِرُ أَيَّامِهِ كَأَيَّامِكُمْ. قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ فَذَلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي كَسَنَةٍ أَتَكْفِينَا فِيهِ صَلَاةُ يَوْمٍ؟ قَالَ: لَا، اقْدُرُوا لَهُ قَدْرَهُ). وفي موضوع الوضوء في الفضاء وجدت فتوى في موقع (إسلام ويب بتاريخ 12/5/2010) تضمنت أنه من استطاع منهم أن يوصل الماء إلى أعضاء الوضوء بأي طريقة كانت وجب عليه ذلك، ومن لم يستطع وتمكن من التيمم بما يأخذه معه من صعيد الأرض تيمم، وإن عجز عن الوضوء والتيمم فهو في حكم فاقد الطهورين يصلي على حاله ويعيد الصلاة احتياطاً. ومن جميل ما وجدته كلام منسوب للعلامة أبو الفضل عبدالله بن الصدّيق المغربي، المتوفى عام (1413هـ) في كتابه خواطر دينية، وللأمانة العلمية فلم أستطع التحقق من صحة المصدر، وافق فيه بالإجمال ما ورد أعلاه من اتباع الحساب في الصيام والصلاة لأهل القمر والأجرام الفضائية قياساً على كوكب الأرض غير أنه أضاف أن الكعبة قبلة هي والهواء الذي بسامتها من فوقها إلى السماء السابعة حيث البيت المعمور قبلة أهل السماء. فإن تمكنوا من استقبال هذا الهواء فعلوا وإن تعذر توجهوا حيث شاءوا استناداً لقوله عز وجل (أَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ). ومن جميل ما ذكره أنه لو وجدت حيوانات في الكواكب الجديدة فما كان مثل الحيوانات المباحة كالأرنب فهو حلال وما كان مثل الحيوانات المحرمة كالفأر والخنزير فهو حرام. وإن كان صنفاً جديداً لا يعرف له مثيل على كوكبنا فينظر فإن كان ذا ناب يفترس به أو مخلب يجرح به أو يتغذى بالنجاسة كان حراماً. وللإجابة عن السؤال في بداية المقالة، نعم فالشريعة الإسلامية صالحة للتطبيق في كل زمان ومكان بشرط أن تكون لدينا القدرة على فهم أحكام وتعاليم الإسلام كما جاءت في القرآن الكريم والسنة النبوية بما يتناسب ومتطلبات وأوضاع كل زمان ومكان حتى على القمر والمريخ وبقية الأجرام والمركبات الفضائية.