في لحظات الحيرة وعدم الإدراك المنطقي للأمور قد نلجأ إلى قرارات ارتجالية في خياراتنا واحدى هذه الطرق ما يمكن تعريفه مجازاً بسياسة (الكوكتيل) والتي تتيح لنا خلط الأمور كلها في طبق أو كأس واحد طمعاً في الحصول على مزايا متعددة بغض النظر عن (التلعبك) الذي يحدث نتيجة هذا التعدد ! في حقبة من تاريخ الرياضة السعودية تم استحداث ما أُطلق عليه (دوري المربع) والذي يبدأ بنظام النقاط ذهاباً وإياباً وينتهي به المطاف بمباراة يتيمة قد يظفر بها رابع القوم وليس أولهم !؟ تم وصف قرار اعتماد هذه المسابقة في ذلك الوقت بأنه الأمثل والأصلح وذلك بالرغم ما صاحبه من تخبط تنظيمي وتشكيلي جعل من المربع مستطيلاً في فترة ومثلثاً في فترة أخرى حتى أصبحت المسابقة عرضة للاجتهادات والأهواء إلى أن تم إلغاءها والعودة مرة أخرى إلى نظام الدوري النقطي المتعارف عليه دولياً. تكمن المشكلة فيما أفرزته تلك المسابقة (الكوكتيل) أو المُدمجة من جدلية في التصنيف وهل هي مسابقة دوري أم كأس ملك !؟ فإذا تم تصنيفها كمسابقة دوري كما يعتبرها الأغلبية فمعنى ذلك أن يتم استحضار كل البطولات القديمة التي تم إعتبارها كأس ملك وأُقيمت بنفس الآلية وتغيير تصنيفها إلى دوري. وأما إذا ما أُحتسبت كأس ملك بحكم تشريف ملك البلاد لمباراة التتويج فمعنى هذا أن مسابقة الدوري قد جُمدت لما يربو عن سبعة عشر عاماً . خلاصة القول أن (مسابقة الدوري المربع ) قد انتزعت من الدوري النقطي هوية بطله الحقيقي وظلمت مسابقة كأس الملك بتغييبها عن سجلات الإحصاء طيلة هذه السنوات. من هنا أرى أن مسابقة الدوري المربع وبسبب تضاد ألون بدايتها ونهايتها تعاني من مشكلة (نسب) وذلك لأن كل فريق ينظر إليها من عدة زوايا يحكمها أهواء وميول (إعلاميي النسب) والإحصاء إن الحل البديهي للخروج من هذه التقاطعات هو اعتبار مسابقة دوري كأس دوري خادم الحرمين ذات تصنيف (مستقل) قائم بذاته وأن لايتم إلحاقه بدوري عام أو كأس ملك وذلك للتخلص من ثقافة الكوكتيل واضطراباته ومنعاً لإثارة غبار الكشوفات القديمة ! رسالة: ما هكذا يُورد إحصاء وتوثيق البطولات !؟