مواصلة لمساعيه الرامية للتوصل إلى حلول جذرية للأزمة في اليمن، عقد المبعوث الأممي، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، اجتماعين منفصلين مع وفدي الحكومة والانقلابيين في مشاورات السلام اليمنية بالكويت، لمواصلة مناقشات التهيئة لعرض التصور الأممي للحل الذي تعذر تقديمه خلال جلستي المشاورات المشتركة والمباشرة خلال اليومين الماضيين. وقال مصدر في المشاورات إن ولد الشيخ أحمد عقد اجتماعين مع الوفدين، مشيرا إلى تزايد الاتهامات بين الطرفين بوضع العراقيل والعودة بالمشاورات إلى المربع الأول، كما برزت خلافات بين الوفدين بشأن تفاصيل تشكيل اللجنة العسكرية ومواصفات أعضائها. وكان ولد الشيخ رحب بإفراج الحوثيين عن 130 شخصا من المحتجزين في إب، ودعا الأطراف إلى الإفراج عن أكبر عدد ممكن من المحتجزين في أقرب وقت، كما أدان الاعتقالات غير القانونية، وتفجير المنازل، واصفا إياها بأنها "أمور تتنافى مع القانون الدولي لحقوق الإنسان ومع القيم والأخلاق اليمنية". إطلاق المعتقلين إلى ذلك، واصلت لجنة السجناء والمعتقلين اجتماعاتها أمس، بعقد اجتماع مباشر لفريقي المفاوضات الحكومي والانقلابي وبحضور ممثلين أممين لاستكمال مناقشة الآليات والترتيبات التنفيذية الخاصة بإطلاق سراح المعتقلين والأسرى وتناول الاجتماع تشكيل لجنة مشتركة ضمت ممثلين عن الصليب الأحمر الدولي، مهمتها النزول الميداني للسجون والمعتقلات في جميع المحافظات والمناطق للمسح، واستقصاء أوضاع المعتقلين والأسرى، والتحقق من حالاتهم وأوضاعهم، تمهيدا للإفراج عنهم. ودعا المبعوث الأممي بعد اجتماع اللجنة أمس جميع الأطراف إلى الإفراج عن المحتجزين ومن وصفهم بالفئات المستضعفة منهم وسجناء الرأي والسياسيين، مشيرا إلى أن من شأن هذه الخطوة أن تحدث أثرا إيجابيا في المجتمع وعلى مسار السلام. تسويف ومماطلة أدلى وزير خارجية اليمن عبد الملك المخلافي بتصريح قال فيه إن المبعوث الأممي سيقدم خلال اليومين المقبلين مشروعا أعده لحل الأزمة اليمنية. غير أن وفد الحوثيين والرئيس المخلوع جدد رفضه لأي حلول لا تشمل التوافق على الرئاسة والحكومة وتشكيل لجنة أمنية وعسكرية، ووقف العدوان. وأشار إلى أن المشاورات وصلت إلى طريق مسدود. وأضاف في تصريحات صحفية "الانقلابيون يتفاوضون من أجل إضاعة الوقت، وعدم التزامهم بالمرجعيات يعرقل محادثات الكويت". بدوره، قال وزير الإدارة المحلية ورئيس اللجنة العليا للإغاثة في الحكومة اليمنية، عبدالرقيب سيف فتح، إن الحوثيين والمخلوع صالح تسببوا في مأساة كبيرة للشعب اليمني. وأضاف أن محادثات الكويت أثبتت عدم إنسانية ميليشيا الحوثي لإعاقتها عمل منظمات الإغاثة، قائلا إنه لا يوجد أي مخرج إلا بوقوف المجتمع الدولي والدول العربية في وجه الانقلابيين.