بغداد - الفلوجة - (أ ف ب): قال متحدث عسكري أمريكي أمس الاربعاء ان القوات العراقية التي تحاول استعادة الفلوجة من تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) اتخذت مواقع في جنوب المدينة، لكنها لم تتمكن من محاصرتها بشكل كلي بعد. وفي هذه الأثناء يعاني سكان الفلوجة حصارا خانقا وسط استمرار المعارك منذ ثلاثة اسابيع بين القوات العراقية وتنظيم داعش الذي يحتجز المدنيين رهائن خلال دفاعه عن معقله، ما يرغم عشرات الاف من السكان على الفرار من منازلهم. وأضاف الكولونيل كريس غارفر المتحدث باسم التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية بقيادة واشنطن خلال مؤتمر بواسطة الفيديو من بغداد «انهم داخل المدينة، لكن تطويق المدينة لا يزال جاريا». وتابع «كانت معركة صعبة» للسيطرة على «راس جسر» في جنوب المدينة وتحاول القوات العراقية «الآن توسيعه». وكانت هذه القوات بدأت قبل ثلاثة اسابيع هجوما لاستعادة السيطرة على الفلوجة، أحد ابرز معاقل الجهاديين التي تبعد مسافة 50 كلم عن بغداد. لكنها تواجه منذ اسبوع مقاومة شرسة من مقاتلي التنظيم المتطرف حول وسط المدينة. ولا يزال عشرات الآلاف من المدنيين محاصرين في المدينة، فالهرب في غاية الخطورة بسبب العبوات الناسفة والقناصة الذين يستهدفونهم. وازداد عدد المدنيين الذين يتمكنون من الفرار من المدينة لكنهم يتهمون قوات الامن، وخصوصا عناصر فصائل الحشد الشعبي من المقاتلين الشيعة، بارتكاب جميع انواع الانتهاكات. تمكن ما لا يقل عن 43 ألف شخصا من النزوح إلى خارج المدينة منذ انطلاق العمليات قبل ثلاثة اسابيع، وفقا للمنظمة الدولية للهجرة. لكن غالبيتهم فرت من مناطق تقع على أطراف الفلوجة، فيما لا يزال سكان مركز الفلوجة يواجهون صعوبات كبيرة للهرب. وقرر الجيش العراقي الاسبوع الماضي فتح ممر لمساعدة المدنيين على الخروج. ساعد هذا الامر الآلاف على الفرار لكن مازالت هناك صعوبة للوصول اليه انطلاقا من بعض احياء المدينة إضافة إلى المخاطر الناجمة عن ذلك. ويوم الثلاثاء، قتل شخص واصيب آخرون بجروح جراء انفجار عبوة ناسفة على بعد أمتار من نهاية الممر حيث كانت قوات حكومية تستقبل المدنيين الفارين، وفقا لتقرير لمجلس اللاجئين النرويجي. وافاد التقرير «لنكن واضحين تماما، لا يوجد ممر آمن للخروج من الفلوجة للتحدث عنه». وتقوم القوات الموالية للحكومة بالتدقيق في هويات الرجال النازحين. ويؤكد كثيرون في المخيم حصول تجاوزات وتعذيب من قبل عناصر المليشيات، لكنهم يرفضون الكشف عن أسمائهم كاملة بسبب الخوف. وقال رجال في مخيم للنازحين قرب عامرية الفلوجة، جنوب غرب المدينة، انهم تعرضوا للتعذيب على يد قوات الحشد الشعبي التي تقاتل إلى جانب القوات الامنية. وبدت اثار جروح على معصم احد الرجال النازحين من منطقة تقع غرب الفلوجة، وقال «هذا جراء وضع القيود في يدي لأربعة أيام دون طعام أو شراب». من جانبه، وعد مكتب العبادي بإجراء تحقيق حول وقوع انتهاكات بحق المدنيين الفارين من الفلوجة.