نجح فريق بحثي في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض من تحديد 11 مورثة (جيناً) تتسم كمجموعة بتكاثر نشاطها في العديد من أنواع السرطان ولها علاقة بتكاثر الخلايا السرطانية ونمو الأورام، كما أنها تعطي مؤشراً على مدى خطورة وانتشار سرطان الثدي لدى المرضى المصابين بهذا النوع من السرطان تحديداً، وذلك إثر دراسة حسابية ومعملية معمقة ومفصلة شملت آلاف المورثات (الجينات) لدى 10 أنواع من السرطان جرى نشرها في مجلة أبحاث السرطان ResearchCancer التابعة للجمعية الأميركية لأبحاث السرطان. وقال د. قاسم القصبي المشرف العام التنفيذي للمؤسسة العامة لمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث ان الاكتشاف العلمي جاء كأحد مخرجات البرامج الإستراتيجية للتخصصي وذلك عبر برنامج الأبحاث التطبيقية الذي يُعنى بترجمة الأبحاث المعملية إلى التطبيق الطبي. إلى ذلك ذكر الباحث الرئيس ونائب المدير التنفيذي لمركز الأبحاث بمستشفى الملك فيصل التخصصي د. خالد أبو خبر، أن الدراسة البحثية تمكنت من اكتشاف طريقة تشخيصية مبتكرة قادرة على التنبؤ بخطورة السرطان ومدى اجتياحه وانتشاره لدى مرضى سرطان الثدي من خلال استخدام المورثات الـ 11 ومنظِماتها الجينية، مبيناً أن مراحل الاكتشاف البحثي جرت أولاً بإجراء مسح حسابي في 20 قاعدة معلومات تحتوى على مئات الآلاف من بيانات آلاف مرضى السرطان وذلك لـ 10 أنواع من السرطان تركزت بعد ذلك في ثلاثة آلاف مورثة والتي يحتوي الحمض الرايبونووي المراسل لها على عناصر تسمح بالسيطرة على كمية البروتين المنتج منها عن طريق عوامل بروتينية ترتبط بها، مشيراً إلى أن الدراسة البحثية خلُصت بعد سلسلة إجراءات معلوماتية وحسابية الى تحديد 11 مورثة من هذه العائلة يزداد نشاطها في السرطان ولها علاقة مباشرة بوظائف الانقسام الخلوي. وأوضح د. أبو خبر أن سبب زيادة نشاط هذه المورثات في الأورام السرطانية هو نتيجة لاعتلال في نسب اثنين من البروتينات المرتبطة بالعناصر الموجودة في الحمض الرايبونووي المراسل وهي التريستترابرولين (Tristetraprolin) و( HuR) حيث تبين أن بروتين التريستترابرولين يكون قليلاً أو غير فعّال ما ينتج عنه زيادة في نشاط الجينات التي تُحفز نمو الخلايا السرطانية وتكاثرها. وأضاف أن الدراسة البحثية وجدت أن الأكثرية من أنسجة مرضى السرطان لديهم نقص في بروتين التريستترابولين وخاصة في سرطان الثدي ما يؤدي إلى نمو الخلايا السرطانية وتكاثرها، مضيفاً أن الدراسة البحثية أكدت بعد سلسلة من التجارب المعملية آلية التحكم في كمية البروتينات الناتجة من الـ11 مورثة وتنظيم الانقسام الخلوي في الحالات الطبيعية. ولفت د. أبو خبر إلى أن مركز الأبحاث بمستشفى الملك فيصل التخصصي تقدم بطلب تسجيل الاكتشاف العلمي في كل من الاتحاد الأوروبي، والولايات المتحدة الأميركية، كبراءة اختراع.