×
محافظة الرياض

مصادرة أكثر من طني مواد غذائية وإبعاد 43 عاملاً في وادي الدواسر

صورة الخبر

أمين معلوف أديب فرنسي لبناني، كتب روايات عديدة تتناول التحولات الحضارية في الشرق والغرب، ومنحته باريس جوائز رفيعة، وتبوأ مقعده بين الخالدين في الأكاديمية الفرنسية عام 2011. المولد والنشأة ولد أمين معلوف في 25 فبراير/شباط 1949 في بيروت لأسرة تنحدر من قرية عين القبو بجبل لبنان. تقول المصادر إن أبويه تزوجا في مصر عام 1945، وتنتمي والدته المولودة بمصر لعائلة مسيحية رومانية كانت هاجرت لمصر بغرض العمل، أما والده رشدي فينتمي لطائفة الروم الملكيين الكاثوليك. الدارسة والتكوين تلقى تعليمه الابتدائي بمدرسة يسوعية فرنسية، ودرس الاقتصاد والعلوم الاجتماعية بالجامعة اليسوعية في بيروت. الوظائف والمسؤوليات عمل صحفيا بجريدة النهار اللبنانية، ثم ترأس هيئةتحرير مجلة جون أفريك الفرنسية، وبالإضافة إلى ذلك هو عضو الأكاديمية الفرنسية. التجربة الأدبية بعد تخرجه من الجامعة اليسوعية في بيروت التحق أمين معلوف بجريدة النهار اللبنانية، وعمل فترة في ملحقها الاقتصادي. عايش معلوف بداية الحرب الأهلية اللبنانية، ثم انتقل إلى فرنسا عام 1976، واستمر في عمله الصحفي عدة أعوام، حيث عمل في مجلة "إيكونوميا" الاقتصادية، ورأس تحرير مجلة "جون أفريك". لكن حقبة الثمانينيات شكلت منعطفا مهما في تاريخ معلوف، إذ ترك الصحافة وتفرغ كليا للأدب. أول إصدار أدبي لمعلوف كان عام 1983 بعنوان "الحروب الصليبية كما رآها العرب"، واحتفى الحقل الثقافي كثيرا بأعمال معلوف، وعُدّت فتحا جديدا وإضافة ثرية للأدب الفرنسي والعالمي. ومنذ منتصف التسعينيات بات أمين معلوف واحدا من أهم وأشهر الكتاب الفرانكفونيين، وفي 2011 انتخب عضوا بالأكاديمية الفرنسية التي تأسست منذ نحو أربعة قرون، ويوصف أعضاؤها الأربعون بالخالدين، تعبيرا عن مكانتهم العلمية الرفيعة، واحتل المقعد رقم 29 خلفا لعالم الأنثروبولوجيا الفرنسي كلود ليفي ستروس الذي توفي فيأكتوبر/تشرين الأول 2009، وكان معلوف ثاني شخصية عربية تحظى بعضوية هذه الأكاديمية بعد الروائية الجزائرية الراحلة أسيا جبار. تتميز أعمال معلوف بتعمقها في التاريخ إذ تلامس التحولات الحضارية في الشرق والغرب، وإلى جانب النفس الحضاري والتاريخي لرواياته يتعمّد معلوف تسليط الضوء على تجربتي الحرب الأهلية والهجرة. ويبدو معلوف في بعض أعماله يصب جام غضبه على قسوة الواقع ويسخر من السلوك البشري، لكنه لم يكن مبشرا باليأس، فقد كانت للأمل مساحة معتبرة في كتاباته. يرى أن هناكبين شمال المتوسط وجنوبه جدارا معنويا لا بد من هدمه، لكنه يرى ذلك عملا طويل النفس ويتطلب فهما لواقع العالم اليوم،حيث يقول "هناك مرحلة دقيقة، وفي رأييأن العالم لا يسير على الطريق الصحيح؛ أعتقدبأن هناك مشكلات عميقة لا نحاول بالفعل حلها كما يجب، كتابي الأخير كان بعنوان "اختلال العالم"، وبرأييأن العالم فيه اختلال معين، ولا بدأن نعالج هذا الاختلال". عن موقفه من الربيع العربي، يرى"صاحب "ليون الأفريقي" أنه "ليس من السهلأن يفهم شخص ما يحصل في المنطقة،ويجبألا يتصور أن الدول تفهم ما يحصل، أعتقدبأنكل الناس تفاجأت، ولا أحد يعرف إلى أين نحن ذاهبون". ويعتقدبأن كل دولة مختلفة عن الدولة الأخرى، ولا يستطيع شخصأنيستفيد من التجربة التي حصلت في دولة معينة، ليفهم ماذا يحصل في دولة أخرى. لكن بالنسبة له -كما يقول- "يوجد أمر أساسي وهو التأسيس لحياة ديمقراطية صحيحة، والأولوية اليومأن تجرى الانتخابات دائما، وألا يخطف أحد الانتخاباتأويلغيها. الهاجس الأول لدي ليس من الذي سيربح؟ ولكن الأهمأنلا أحد يخطف الانتخابات والحياة السياسية والديمقراطية". ورغم أنه يكتب بالفرنسية، فإن جل أعماله نقلت للعربية وصدرت عن دار الفارابي ببيروت. ومن خلال أعماله ذات النفس المشرقي والمفعمة بتاريخ وثقافة منطقة الأبيض المتوسط، احتل معلوف مكانة مرموقة في الوسط الثقافي اللبناني والعربي بشكل عام. لكن هذه المكانة تضررت في الثاني منيونيو/حزيران 2016 عندما ظهر الأديب البارز على قناة إسرائيلية يتحدث عن آخر كتاب صدر له، وتناول فيه جانبا من تاريخ ووجوه الأكاديمية الفرنسية. وهاجمت وجوه إعلامية وأدبية في لبنان وخارجه أمين معلوف، ورأت أن إطلالته من قناة إسرائيلية بمثابة خيانة وسقطة، وطالبته حملة مقاطعة إسرائيل في لبنان بتقديم اعتذار عن هذا اللقاء. المؤلفات ترجمت أعمال معلوف إلى لغات عديدة، فإلى جانب "الحروب الصليبية"، أصدر أمين معلوف العديد من الروايات من بينها:ليون الأفريقي، وسمرقند، وحدائق النور، وصخرة طانيوس، وسلالم الشرق، والتائهون. وله مسرحية شعرية بعنوان "الحب عن بعد"، ومقالات سياسية منشورة تحتعنوان "الهويات القاتلة"، وأخرى بعنوان "اختلال العالم". أوسمة وجوائز نال عدة جوائز أدبية رفيعة، فقد حصل معلوف على جائزة الصداقة الفرنسية العربية عام 1986 عن رواية ليون الأفريقي، ومنح جائزة غونكور عام 1993 عن رواية صخرة طانيوس. ومنج جائزة "أمير أوسترياس" عام 2010 عن مجمل أعماله المعبرة عن تاريخ وثقافة منطقة البحر الأبيض المتوسط.