في مقاله بعنوان «شكرا لك يا سمو الأمير» الذي نشر في «عكاظ» 16/12/2013م أسعدنا الكاتب مشعل السديري بقبوله للهدية «أطلس الموائل البحرية للبحر الأحمر السعودي» بلطفه بالكتابة عنه على الرغم مما لقيه من متاعب بدءا بقياسه «30×45» ووزنه 4 كيلو ونصف الا انه وبأسلوبه الرائع المميز أثار عددا من الملاحظات أهمها ما يتعلق بمصطلح «الموائل» الذي وجده مستغربا بعض الشيء وبمزية أسلوبه رأى ضرورة توضيح هذا المصطلح الجديد والذي جاء ليحل محل المصطلح القديم المعروف بـ«المواطن الطبيعية» وكما لا يخفى على كاتبنا الفذ فقد ورد لفظ الموائل في معجم الرائد (الموئل هو الملجأ.. ومستقر السبل.. وهكذا موائل) وفي مختار الصحاح (الموئل الملجأ وقد وأل إليه أي لجأ) وفي لسان العرب. ويحدونا الأمل ان يكون وزن الأطلس ثقيلا في المعلومات وان يجد فيه الباحثون ضالتهم المنشودة في بحثهم عن المعرفة حيث استشعرت «مؤسسة خالد بن سلطان لمحافظة على الحياة في المحيطات « أهمية مثل هذا العمل فبذلت فيه كل الإمكانيات لتذليل العقبات وصولا لتلك المناطق التي كانت شبه مجهولة وبعيدة المنال لكثير من الباحثين ناهيك عن العمق الذي اتصفت به الدراسات. وأود هنا أن أشير إلى أننا وبتوجيه من راعي مؤسسة المحافظة على الحياة في المحيطات بصدد إعداد موقع الكتروني شامل لجميع مؤسسات سموه يشمل «مؤسسة خالد بن سلطان للمحافظة على الحياة في المحيطات، كرسي الأمير خالد بن سلطان للمحافظة على البيئة البحرية الساحلية، كرسي الأمير خالد بن سلطان لأبحاث المياه.. وغيرها» وسنحرص في هذا الموقع على توثيق كل ما يتعلق بالأبحاث والدراسات والاستكشافات البحرية التي تقوم بها المؤسسة، هذا بالإضافة الى توفير نسخة الكترونية من الأطلس وغيره من إصدارات مؤسسة خالد بن سلطان للمحافظة على الحياة في المحيطات على أمل ان تكون متاحة للباحثين في جميع أنحاء العالم. كما لا يفوتني في الوقت نفسه ان اشكر الصديق الدكتور غازي جمجوم بقبوله النسخة العربية من الأطلس وتناوله اياها في مقاله الوافي المنشور في «عكاظ» بتاريخ 26/12/2013م حيث ساهم مشكورا في شرح كلمة «موائل» شرحا علميا وافيا. وفي هذا الصدد اشكر الكثير ممن أوضحوا اهتمامهم بهذا الأطلس ومحتواه.. حيث انه الأمل في ان يتم استخدامه على نحو فعال لتعزيز استدامة النظم البيئية للشعاب المرجانية على الساحل السعودي للبحر الأحمر، كما قال المدير التنفيذي للمؤسسة من المهم الحد من الإجهاد المزمن الناتج عن التنمية البشرية وسوء استغلال الموارد. وأود كذلك أن أؤكد ما ذهب إليه الدكتور جمجوم في ان هذا العمل المنهجي يطرح سؤالا كبيرا هو: هل سنستفيد فعلا من هذا الجهد في الحفاظ على ثروة قومية أضعنا جزءا كبيرا منها وما زلنا غير منتبهين لقيمتها الحقيقة من جميع النواحي العلمية والسياحية والاقتصادية، ولعل ما تفضل به من تساؤلات حفز المهتمين والمسؤولين عن هذه المواقع لإعلان المناطق الأساسية لتواجد هذه الشعاب كمناطق محمية بحرية يحظر فيها الصيد ورمي النفايات والبناء وكافة الممارسات التي تعرض هذه المخلوقات للخطر وليس من شك في ان ذلك يتطلب صياغة الأنظمة واللوائح المساندة التي يجب ان تشتمل على عقوبات رادعة على كل من يقوم بإلقاء الملوثات في البحار بما في ذلك مياه الصرف الصحي ومخلفات المدن الساحلية والمجمعات السكنية والمصانع. البروفيسور عبدالعزيز حامد ابوزنادة