×
محافظة المنطقة الشرقية

«بحرة للكابلات» المورد المتميز لـ«الكهرباء»

صورة الخبر

حُسِمَ الأمر وسيتنافس على الرئاسة الأميركية عن الديموقراطيين هيلاري كلينتون، وعن الجمهوريين دونالد ترامب، وستفوز كلينتون بالرئاسة. لا أذكر أنني في حياتي الصحافية كلها جزمتُ بنتيجة انتخابات أو غيرها، ولا أدري لماذا أملك اليوم جرأة لم أجدها عندما كان عمري عشرين سنة أو ثلاثين. ربما كان الأمر أنني أفضل سيدة أولى وعضو مجلس شيوخ ووزيرة خارجية على رجل أعمال، ثم إن الولايات المتحدة بلد ديموقراطي (في كل شيء باستثناء القضايا العربية) ومن الصعب بالتالي أن تؤيد غالبية منه رجلاً لا يخفي عنصريته. يكفي هنا أن أذكّر القارئ بأن ترامب قال إن غونزالس كارييل الذي يُشرف على قضية عن جامعة ترامب لا يمكن أن يكون نزيهاً بسبب أصله المكسيكي، مع أن القاضي وُلِدَ في ولاية انديانا وترامب من أصل ألماني. الكل دان ترامب بعد هذا الكلام العنصري، وكان رئيس مجلس النواب بول ريان واضحاً في إدانته، ومع ذلك استمر في تأييد ترامب للرئاسة مقدماً الولاء الحزبي على مصلحة الشعب الأميركي كله. ترامب أثار غضب الأميركيين الأصليين (الحمر) عندما وصف السناتور اليزابيث وارن بأنها «بوكاهونتا» أي من الأميركيين الحمر كما تدّعي. هو أيضاً قال إن فوز كلينتون يعني ولاية ثالثة لباراك أوباما. في المقابل كلينتون نالت تأييد عدد كبير من السياسيين الأميركيين، وربما كان الأهم إعلان الرئيس أوباما دعم ترشيحها للرئاسة، فهو لا يزال على شعبية عالية بين بعض الأقليات المهمة في الولايات المتحدة. أوباما قابل منافس كلينتون على الترشيح عن الحزب الديموقراطي السناتور بيرني ساندرز، وفشِلَ في إقناعه بدعم كلينتون التي ضمنت غالبية من أصوات المندوبين إلى مؤتمر الحزب بين 25 و28 من الشهر المقبل. لن أقول إن ساندرز طالب شهرة، فالسناتور من فيرمونت فاجأ الجميع وهو يكسب قاعدة شعبية من الشباب حتى المسنين، ويتحدث عن ثورة اجتماعية واقتصادية. لو لم تكن كلينتون مرشحة لفضلت ساندرز على جميع الديموقراطيين والآخرين الطامحين إلى دخول البيت الأبيض، وقد تحدثت عن ممثليه في صياغة برنامج الحزب فلا أعود إلى الموضوع إلا بإشارة إلى استمرار الحملات على واحد منهم هو جيمس زغبي، اللبناني الأصل، فأنصار إسرائيل من عصابة الحرب والشر الليكودية الأميركية لم يوقفوا الحملات عليه لسجله في تأييد القضية الفلسطينية، وهو صمد وردّ عليهم «معترفاً» بأنه يؤيد القضية وسيظل يؤيدها. أؤيد الأخ جيمس زغبي وأؤيد معه هوما عابدين، مساعدة هيلاري كلينتون وموضع ثقتها على امتداد العقدين الأخيرين. هناك حملة ليكودية مسعورة على عابدين لأنها كانت مساعدة كلينتون ووزيرة الخارجية تستعمل موقعها الإلكتروني الخاص لرسائل عن ليبيا والقتال فيها. طبعاً الوزيرة (في حينه) كلينتون أخطأت لسهولة دخول موقعها الخاص، إلا أنه خطأ لا خطيئة. وهو يكشف عجز أعداء المرشحة الديموقراطية عن اكتشاف فضائح سياسية أو شخصية عن تلك المرأة. هذا يذكرني بمَثل مصري سمعته من أخينا ياسر عرفات يوماً هو: ما لقوش في الورد عيب قالوا يا أحمر الخدّين. لا أقول إن هيلاري كلينتون وردة أو بريئة، وهي حتماً ليست الأم تريزا، غير أنني أقارن وأجد أنها حتماً أفضل من دونالد ترامب و «المكسيكيَيْن» تيد كروز وماركو روبيو. كلينتون ستكون أول امرأة تخوض انتخابات الرئاسة مرشحة عن أحد الحزبَيْن الكبيرَيْن، والنساء في الولايات المتحدة 53 في المئة من السكان، ولهن هذه النسبة أيضاً بين أعضاء الحزبين. هي اجتمعت والمرشحة السابقة السناتور اليزابيث وارن، وقرأت أن كلينتون قد تعرض عليها منصب نائب الرئيس. أو هي قد تعرض المنصب على ساندرز. سيكون الفوز نصراً غير مسبوق في تاريخ السياسة الأميركية.