بدأت في جنيف أمس أعمال الدورة الثانية والثلاثين لمجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، وفي كلمة ألقاها مندوب المملكة في الأمم المتحدة والمنظمات الدولية السفير فيصل طراد أمام المجلس أكد أن المملكة التي تفخر باتباعها الدين الإسلامي الحنيف منهاجاً ودستوراً، تحرص على تعزيز وحماية حقوق الإنسان، التي كفلتها الشريعة الإسلامية وعلى الأخص الحق في حياة كريمة وتنمية مستدامة وازدهار وبما يضمن أمن واستقرار الوطن. وأضاف أن اعتماد رؤية المملكة 2030 ما هي إلا تجسيد واقعي لحرص خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وحكومته على ضمان مستقبل أفضل للوطن وأبنائه على كافة الأصعدة. كما يأتي استمرار التعاون مع المفوضية السامية لحقوق الإنسان من خلال مذكرة التفاهم الموقعة معهم والتعاون مع كافة آليات مجلس حقوق الإنسان شاهد آخر على هذا الحرص. وجدد السفير طراد مطالبة المملكة للمجتمع الدولي باتخاذ إجراءات لوقف أطول انتهاك لحقوق الإنسان سجله التاريخ المعاصر، وهو معاناة الشعب الفلسطيني التي طالت لأكثر من ستين عاماً جراء الممارسات الإسرائيلية العنصرية في الأراضي الفلسطينية المحتلة من قتل ممنهج وتعذيب وحصار للشعب الفلسطيني وتدمير لممتلكاتهم وعمليات تهويد القدس وفقا لما يعرف بـخطة القدس 2020. مشيراً إلى انه قد حان الوقت لمحاسبة إسرائيل دولة الاحتلال عن جرائم الحرب البشعة ضد الشعب الفلسطيني، كما نجدد الدعوة إلى ضرورة تفعيل قرارات الشرعية الدولية لتحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني في تحقيق حريته واستقلاله، وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. وحول الأوضاع في سورية تساءل السفير طراد إلى متى سنقف مكتوفي الأيدي ونشاهد المعاناة اليومية للشعب السوري الشقيق والتي طالت لأكثر من خمس سنوات، عاجزين عن اتخاذ أية خطوات عملية ملموسة لوقف سفك دماء الأبرياء ولحماية الأطفال والنساء من جميع الانتهاكات التي يرتكبها نظام بشار الأسد والمليشات الإرهابية التابعة له والقوات الأجنبية المساندة له والتي أدت إلى قتل ما يزيد على 300 ألف شخص وتشريد أكثر من نصف الشعب السوري، وحصار ما يزيد على نصف مليون شخص. وقال: إن الغارات الأخيرة في مدينة حلب والمناطق المحيطة بها حصدت أرواح مئات الشهداء جلهم من النساء والأطفال ودمرت مراكز طبية واستهدفت مناطق سكنية. وأوضح أن المملكة دعما لذلك، قدمت مؤخراً مساهمة مالية بملغ 100 ألف فرنك سويسري لدعم مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان في توثيق انتهاكات حقوق الإنسان في سورية. وتجدد المملكة مطالبتها بتوحيد الموقف الدولي لتقديم مجرمي الحرب في سورية للعدالة الدولية، وتقديم الدعم الكافي لقوى المعارضة المعتدلة ولحماية المهجرين واللاجئين السوريين. وأكد السفير طراد إدانة المملكة للإرهاب والتطرف العنيف بكافة أشكاله، ومهما كانت دوافعه أو مبرراته وأيا كان مصدره أو ضحاياه، مشدداً على أن الإرهاب لا دين ولا هوية ولا جنسية له وبالتالي لا يمكن على الاطلاق القبول بإلصاق تهمة الإرهاب بأي دين أو عرق أو جنس. وفي هذا الصدد أدان الإرهاب الذي ضرب فلوريدا وبيروت بالأمس، مطالبا المجتمع الدولي بالقيام بمسؤولياته في محاربة ومكافحة الظروف المساهمة في نشأته وانتشاره. موضحاً أن المملكة ولتأكيد التزامها بمحاربة الإرهاب وبوصفها من أوائل الدول المنضمة للتحالف الدولي لمكافحة الإرهاب، سعت لتشكيل التحالف العسكري الإسلامي لمحاربة الإرهاب الذي ضم حتى الآن 35 دولة. واختتم كلمته قائلاً: إن المناداة بعالمية حقوق الإنسان لا تعني فرض مبادئ وقيم وثقافات تتعارض مع قيمنا وثقافتنا وديننا الإسلامي الحنيف، مؤكداً على رفضها والمطالبة باحترام اختلاف القيم والثقافات، تجسيداً لعالمية حقوق الإنسان.