×
محافظة المدينة المنورة

جولة استطلاعية لمشروع المطار الجديد ونسبة الإنجاز بالمشروع تجاوزت 62%

صورة الخبر

منذ اللحظة الأولى لانعقاد مؤتمر جنيف2 في مدينة مونتروا السويسرية اكتشف العالم أن وفد نظام بشار جاء بتعليمات مفصلة، ترسم خريطة تحركه وتضبط حتى طبقة صوته ومفردات خطابه الذي يراهن على كسب الوقت وفقدان الطرف الآخر الصبر على المراوغة وقلب الحقائق وتقديم الهامش على المتن. وكانت كلمة وليد المعلم «المملة» فاتحة لهذا الأسلوب الذي استمر طوال الأيام الماضية في محاولة مستميتة لإخراج المحادثات من مسارها الطبيعي إلى طرق فرعية ملتوية مليئة بالتفاصيل الصغيرة التي تتجاهل الإطار العام والهدف الأساس لضياع الوقت في الإصرار على الغوص في القضايا الفرعية والقفز على القضايا الجوهرية. هذا «التكنيك» في أسلوب المحادثات لم يعد ينطلي على المتابعين فما بالك بالمشاركين والرعاة العارفين ببواطن الأمور. وقد تسربت انطباعات وإشارات عن أروقة المحادثات تؤكد أن المسافة بين المتحاورين تزداد اتساعا يوما بعد يوم نتيجة لهذا الأسلوب، فوفد النظام لا يريد الحديث في صلب القضية، استحقاقات جنيف1، ويدفع باتجاه محاربة الإرهاب، وهو يكرر ما سبق أن قاله بشار نفسه في مقابلة صحفية قبل انعقاد المؤتمر بأيام حين سئل عن قبول رئيس للحكومة الانتقالية من المعارضة فقال إنها «معارضة لا صفة تمثيلية لها». إذا كان هذا رأي بشار فكيف يمكن أن يقنع وفده المجتمع الدولي بأنه جاد في محادثات تستهدف الوصول إلى حل؟، وهذا ما جعل وفد المعارضة يوجه الاتهام لوفد بشار بأنه يتبع حيلا مكشوفة للتهرب من استحقاقات (جنيف ا) ومحورها الرئيسي يدور حول تشكيل هيئة حكم للمرحلة الانتقالية بكامل صلاحيتها وأن هذا التهرب مقصود من النظام بدليل تشكيل وفده من الصف الثاني الذي لا يملك صلاحية اتخاذ قرارات مصيرية بهذا المستوى وليس مطلق الحرية حتى في العودة إلى مرجعيته لأن لديه تعليمات محددة يقوم بتنفيذها. وأمام هذا الواقع لم يعد أمام وفد المعارضة إلا العودة إلى الأسرة الدولية بعد أن تكشفت حقيقة عدم استعداد النظام للتحرك في اتجاه حل عادل ينهي مأساة الشعب السوري. وبغض النظر عن أسلوب وفد نظام بشار القائم على كسب الوقت وتفريغ المحادثات من مضمونها فلابد أن يعرف الجميع أن مؤتمر جنيف هو «مشروع» الولايات المتحدة وروسيا لحل القضية السورية وهذا يعني أن الدولتين لديهما رؤية واضحة لما يجب أن تنتهي إليه المحادثات بين الطرفين ومن هنا يصبح تدخلهما مهما جدا قبل وصول المناقشات إلى طريق مسدود. ومن المقبول أن يتم التدخل في هذه المرحلة من المحادثات لتعزيز فرص تجاوز العقبات، ويمكن أن تكون المحادثات حول الجوانب الإنسانية لإيصال الإغاثة وإطلاق السجناء سببا منطقيا لهذا التدخل لدفع عجلة المفاوضات.