×
محافظة المنطقة الشرقية

ميريام كلينك مدافعة عن نصرالله: "لا تغضب من العلوج المصارف والبنوك"

صورة الخبر

لَيسَت هَذَه المَرَّة الأُولَى؛ التي أَكتُب فِيهَا عَن قِيمة الوَقت، ولَن تَكون الأخيرَة، فقَبْل أيَّام كَتبتُ تَغريدة تَقول: (نَحنُ لَا نَعرف قِيمة الزَّمن، ولَا نَهتم بالوَقت الضَّائِع إلاَّ في اللِّعب.. أَقصدُ وَقت المُبَارَاة عِندَما يَكون فَريقنا مَهزومًا).. هَذه التَّغريدَة تُشير إلَى مَكَانة الوَقت عِند العَرب، لأنَّهم لَا يَعرفون قِيمته إلاَّ إذَا شَاهدوا المُبَاريَات، وكَان الفَريق المُفضَّل لَديهم مَهزومًا.. كَمَا أنَّهم يَعرفونه في حَالةٍ ثَانية، وهي عِندَما يَقودون سيَّاراتهم، فهُم يُسرعون بطَريقةٍ جنُونيَّة، وكَأنَّهم يُسَابقون الزَّمن، بَل إنَّ قِيمة الزَّمن عِند سَائق السيَّارة، أو قَائد المَركبة -كَما يَقول أَهل المرُور- تَزيد إذَا رَأَى الإشَارَة تَتحوَّل إلَى اللّون البُرتقَالي، حَيثُ يزيد السُّرعة كَسبًا للوَقت، وطَمعًا في الهرُوب، قَبل أنْ يَصطَاده اللّون الأحمَر..! ولَكن مَاذا عَن الزّمن عِند الغَربيين؟ إنَّه تَحوَّل -مِن شِدّة الاهتمَام بِهِ- إلَى هَوَس وهَاجِس، حَيثُ يَروي صَديقنا الأُستَاذ الكَاتِب «أبوغيث» عبدالله باجبير، في كِتَابه «قُل لِي مَن أَنت؟» القصّة التَّالية: (دكتور لاري روس، طَبيب الأمرَاض النَّفسيّة؛ يَضع في مَكتبهِ سَاعتين قَديمتين، إحدَاهما مُتقدِّمة عَن الوَقت المَضبوط، والثَّانية مُتأخِّرة عَنه، ويَقول دكتور روس: «إنَّهما تُذكّرانني بأنَّ حيَاتي لَا تَحكمها السَّاعَات، فقَد ثَبَتَ أَنَّ تَفكير الإنسَان في الوَقت دَائِمًا قَد يَقتله، فمَرض الوَقت أصبَح مَرضًا حَقيقيًّا، يُؤثِّر نَفسيًّا وجَسديًّا عَلى الشَّخص، وقَد يُودي بحيَاتهِ، والمَعروف عِلميًّا الآن أنَّ أمرَاضًا؛ مِثل الذَّبحة وتَصلُّب الشَّرايين والشَّلَل، وحَتَّى انفجَار شَرايين المُخّ، قَد يَكون سَببها الضّغط العَصبي؛ المُتولِّد عَن الاهتمَام الزَّائِد بالوَقت، بَل إنَّ الأطبَّاء يُجمعون عَلَى أنَّ أكبَر أسبَاب قُرحة المَعدة؛ تَعود إلَى مُشكلة الإحسَاس بالوَقت. وقَال دكتور روس في كِتَابه «الإنسَان والعَصر الحَديث»: إنَّ بَعض مَرضَاه في المُستشفَى؛ كَانوا يُطالبون بوجُود سَاعة في غُرفتهم، رَغم إدرَاكهم أنَّهم لَم يَكونوا مُرتبطين بأيَّة مَواعيد، والسَّبَب أنَّهم كَانوا مِن مَرضَى الوَقت)..! حَسنًا.. مَاذا بَقي؟! بَقي أَنْ أُذكِّر بأنَّ أَحَد الخُبثَاء العَرب -عِندَما أَطلعتُه عَلى فِكرة هَذه الكِتَابة- قَال لي: (يَا أَحمَد، اعلَم أنَّنا نَحنُ العَرب لا نَهتمُّ بالوَقت، حَتَّى لَا نَكون ضَحَايَا تَصلُّب الشَّرايين، أو الذَّبحَة القَلبيّة، وسِلسلة الأمرَاض التي نَقلها صَاحبك «باجبير»؛ عَن صَديقه الدّكتور لَاري)..!! تويتر: Arfaj1 Arfaj555@yahoo.com