×
محافظة الرياض

هطول أمطار على الرياض

صورة الخبر

الشعر فن عربي، وأيضا كان مدعاة للحصول على "جائزة " من والٍ أو سلطان. إلا أنني رأيت زمننا الحالي قد أوجد ما يُنغّص هذا الفن الرائع. أحد تلك المنغصات السطو على القصيد، وأخذ الأفكار لاستعمالها لممدوح جديد، وهو - أعني المُدعي - واثق أنها لن تظهر للعيان ولا تنتشر لأنه سيُسلمها يداً بيد إلى الممدوح. تأكدتُ من تلك الحقيقة عندما اعترف رجل بأنه يقوم بجمع القصيد من الصحف والمجلات، ثم يُغيّر القافية لتركب على ممدوح في إحدى دول الخليج العربي، بشرط أن لا يكون حاكماً، ويسهل الوصول إليه ومجالسته ومسامرته. وقد قام بتهذيب إحدى القصائد، فقط غيّر الاسم من سلطان إلى حمدان كقافية. ويُقدمها للممدوح، الذي لن يُكلّف نفسه بالتقصّي والبحث. ثم يُعطي "القائل" ما تيسّر، ويدور في كل رحلة على أكثر من شخصية من رسميين ورجال أعمال. ويقول إنه يعود بمبلغ لا بأس به، وربما حاز على سيارة جديدة، وهكذا. واتخذ من تلك العادة قاعدة سنوية تكلفهُ القليل ويكسب منها الكثير. حتى لو كشف أحدهم طريقته فلن يصل إلى مرحلة العقاب أو الحدّ الشرعي. أتتبع شعراء النبط المجيدين، وعجبتُ من تزاحمهم هذه الأيام، ربما كان ذلك بسبب تيسّر ووجود البث الفضائي، وإتاحة الكثير من الجوائز، ومتطلبات الشهرة. ألاحظ أن أبيات الشعر الشعبي في أغلبها لا تخلو من الإشارة العابرة إلى البرق والمطر. وزرتُ صديقاً في عاصمة غربية. وهو من شعراء النبط. وسمعته يحدّث طرفاً آخر على الهاتف قائلاً: هالديرة.. جعلها للسّيل..! ويقصد العاصمة الغربية. وقلت له لا تدعُ أهل هذه البلاد يسمعون أمنيتك هذه.. لأنهم لا يطيقون الأيام المطيرة. ونلاحظ أن التغزل بالبارق.. والسحاب.. والمزن والطّها.. والوبل في أشعارنا الشعبية يقل كلما اقترب الشاعر من المدن الساحلية. فشعراء الكويت والإمارات وقطر تقل إشارتهم إلى الأمل والرجاء بنزول المطر. واشتهر بذلك سكان الداخل فقط. مبتغى يتمناه قاطن الجزيرة العربية.. ومرام وقصد ورغبة لا يساويها طلب آخر. وما دامت الحال هكذا فكان على شعرنا الشعبي أن يذكّرنا بوجوب المحافظة على هذه الثروة، فمهما أصبنا من غنى ويسار ووفرة فهو قليل إلى جانب الماء.