×
محافظة المنطقة الشرقية

بالصور..إصابة خطيرة بالرأس تلحق بمواطن في حادث ببلجرشي

صورة الخبر

حياتي سلسلة من الدروس المتتابعة أتعلم من بعضها وأحفظ بعضها في الذاكرة وأنسى بعضها الآخر ويتكرر بعضها وأتعامل معه أحياناً كأنني طالب جديد يدخل الفصل لأول مرة أو طالب فهلوي يتذاكى. سنحت لي الفرصة كي أدرب طلاباً في مراحل مدرسية يرغبون في الاشتراك في البحوث العلمية، انبهاري يتجدد يومياً بقدرات هؤلاء الطلبة، فان يقف طالب في مراحل التعليم المدرسية ليناقش بمنطقية تفاصيل جهاز معملي دقيق أو النظرية خلف تجربة معينة أمر مبهر بالنسبة لشخص مثلي كانت حياته في المرحلة الثانوية موزعة بين قطع شيكلاته "الكيت كات" وقصص المغامرين الخمسة. أسئلة هؤلاء الطلبة ونقاشاتهم تفتح عيني أمام أشياء قد أغفل عنها لشدة انغماسي في التفاصيل اليومية للتجارب التي نقوم بها والتحليلات الإحصائية التي ننشغل بها، الصورة التي يراها شخص يتعلم شيئاً جديداً مختلفة عن الصورة التي يراها شخص يمارس هذا العمل بروتينية أحياناً. رحلة الاكتشاف التي تعيشها وأنت تتعلم مع هؤلاء الطلبة رحلة تفتح عينيك على أمور كثيرة، بعضها يصب في صميم التخصص العلمي من حيث تطوير الأداء في التجارب المعملية، وبعضها يثري شخصيتك لأنه يجعلك تتوقف وتتأمل وتراقب. السؤال الذي سألته نفسي، ماالذي يميز هؤلاء الطلبة عن غيرهم؟ هؤلاء الطلبة يرتادون مدارس داخل الوطن، وهم ليسوا صناعة حضارة أخرى، هم فقط سنحت لهم الفرصة والظروف كي يخرجوا خارج إطار العملية التعليمية التقليدي ليجربوا شيئاً جديداً ومختلفاً يكتسبون منه مهارات قد تفيدهم في مرحلة لاحقة. حالة النهم المعرفي التي رأيتها في هؤلاء الطلبة وآخرين ممن انتظموا في الدراسة الجامعية ومروا على معملين تعيد صياغة معلومات كثيرة في ذهني وتغير ملامح صور نمطية متأصلة في الذاكرة وتذكرني بأن وجود الشخص في البيئة المناسبة يساعده على تنمية قدراته ومهاراته الشخصية. أنا وهؤلاء الصغار نتعلم كل يوم، نعيد ترتيب نظرتنا للبحث العلمي وتصوراتنا المسبقة حول أمور كثيرة فحماسهم يصور لهم أن نتيجة كل بحث علمي هي اختراع أو اكتشاف يهز العالم والواقع يعرفهم عمليا أن رحلة المعرفة مليئة بفرضيات تثبت عدم صحتها وتجارب تحتاج لإعادة ونتائج قد تظن أنها سلبية لا فائدة منها لكنها توقظ داخلك الأسئلة كي تفتش وتعرف وتناقش وأنا وهم نتعلم بأن "المعرفة" هي الهدف الرئيسي من البحث العلمي.