* لم يكن المنصب يوماً حكراً على أحد، في ظل توجهات الدولة ورؤية قيادتنا الرشيدة، فقد تم ربط كل تلك المناصب، بمبدأ أساسي، يتمثل في أن البقاء للأفضل، لأشخاص يتمتعون بمواصفات قيادية وكفاءة عالية، تمكنهم من إدارة المؤسسات الرياضية، بأسلوب يتماشى مع متطلبات المرحلة، ومواجهة كافة التحديات، للوصول إلى تحقيق رؤية الإمارات 2021، وللعلم، فإنه لم يتبقَ على هذا الهدف السامي، سوى خمس سنوات فقط، ومن عاش إطلاق تلك الرؤية، سيعرف حتماً حجم المسؤولية الملقاة على عاتق الجميع، ولي الشرف أنني كنت، وما زلت، من المشاركين الأساسيين في تحقيق هذه الرؤية، ولا يمكنني نسيان البدايات القوية قبل سنوات، عندما تجمعنا في فندق ميدان، مع أشخاص يمثلون أكثر من 100 جهة، لإطلاق خارطة الطريق نحو العمل الجاد في مختلف المؤسسات الاتحادية والمحلية والخاصة، وتحمّل المسؤولية نحو الوصول للغاية الأسمى، في أن تكون الإمارات الحبيبة، ضمن أفضل عشر دول في العالم. * ولعل توجيه مكتب رئاسة مجلس الوزراء، قبل مدة كافة المؤسسات، بإعداد خطط استراتيجية لمدة خمس سنوات، ما هو إلا دليل على أن الموضوع دخل مرحلة هامة ، تتطلب من كافة المؤسسات والمسؤولين، كل في مكانه، العمل الدؤوب خلال المرحلة القادمة، ولم تكن المؤسسات الرياضية، بمعزل عن كل ذلك الحراك، لذا، يجب على كل فرد أن يتحمل مسؤولياته، في هذه المؤسسات، وعلى الجميع أن يستشعروا أهمية المرحلة، والتي لا تقتصر فقط على الشعارات الرنانة، بل يجب عليهم ترجمة كل تلك الأمور إلى واقع ملموس، يمكن قياسه، وهنا، يجب على أصحاب المناصب الرياضية أن يبدؤوا برحلة تغيير، لا تقتصر فقط على الأشخاص التابعين في المؤسسات الرياضية، بل يجب أن تكون البداية من خلالهم، عبر تنمية مهاراتهم العملية، والإلمام بكافة متطلبات المرحلة المستقبلية، مع ضرورة أن يتماشى ذلك مع تغيير جذري في السلوك والأسلوب الذي يديرون به مواقع مسؤولياتهم، وعلى سبيل المثال، يجب أن تبتعد (بعض) تلك القيادات الورقية، عن محاربة المتميزين وتهميشهم، لمجرد خوفهم غير المبرّر على مناصبهم، كما عليهم أن يفصلوا ما بين الخلافات الشخصية والعمل، فكم خسرنا من كفاءات يشار لها بالبنان، بسبب خلافات شخصية، لا تسمن ولا تغنى من جوع، مع ضرورة الابتعاد عن البرستيج المبالغ فيه، في البحث عن الكراسي الأمامية، والصور والمانشيتات الصحافية، كما يجب عليهم ألا ينعزلوا في برج عالٍ، ويتقوقعون داخل مكاتبهم، وليثقوا بأن القلم وحده لا يصنع منصباً أو فكراً، ولكن للأسف، هناك من ربط فكره الضيق، بماركة قلمه، فخسر المال وخسر الفكر وخسر المنصب والآخرين، لذا، يوجه قلمي صرخة، يجب أن تصل لأصحاب المناصب الكرتونية، بأن من لم يتغيّر، سيطاله التغيير حتماً، لأننا جميعاً، نريد رؤية مناصب حقيقية، تدار بعقول وفكر يضع رؤية الإمارات أولوية لا يمكن أن نحيد عنها. * همسة: المنصب مسؤولية وأمانة وليس وجاهة.