×
محافظة المنطقة الشرقية

بلدية السر تنفذ مشروعات تنموية ب 26 مليوناً

صورة الخبر

ليس مستغرباً في أن الإرهاب يعود أدراجه الى مصر. ثمة شروط موضوعية أعادته الى هناك لو ارتهنا الى المنطق. كلمة السر كانت في تقاطع المصالح بين كل الأطراف. تنظيمات، كالقاعدة والإخوان وحماس، تربطها سلسلة مصالح فضلا عن دول أخرى كالسودان وإيران وتركيا وكلها تدعم الاخوان وتدفع باتجاه إسقاط الشرعية في مصر. إنما الباعث الأهم في عودة الإرهاب هو عندما تفقد السلطة بعدما استنفدتَ كل الوسائل للتمكن منها، ثم شعرت بأنك فقدت الامل في استعادتها فانه لا يتبقى لديك سوى الانتقام وما أدراك ما الانتقام. ومع ذلك احتفلت مصر بذكرى 25 يناير على وقع الانفجارات بدليل نزول الحشود الشعبية الى الميادين رفضا للإرهاب والارجاف والتخويف. ارتكاب تلك العمليات الارهابية ليس امرا يتعلق بعزل رئيس إخواني او نهاية حقبة جماعة الاخوان ونظامها الدولي العابر للقارات في 80 دولة، بل هي محاولة يائسة لزعزعة الامن وارباك المشهد السياسي وبعثرة اوراق الاستحقاقات القادمة على ان سلوك العنف هو قديم/ جديد في التاريخ البشري، فالذي يخسر الحاضر والمستقبل، إنما هو يمارس سلوكاً واضحاً يتمثل في رفض القبول بالواقع وما من سلاح لديه سوى المواجهة، مغلقا كل النوافذ لمحاولة التكيف مع الحقائق الجديدة على أقل تقدير، لان اشكاليته تكمن في انه يعتقد انه يعرف ما لا يعرف الآخرون، وانه يمتلك الحقيقة الكاملة، ولذا فإن الحل هو فرض قناعاته ورغباته او النزوع للعنف. ويبدو ان هذا هو مختصر قصة ما يحدث في مصر. على ان ارتكاب تلك العمليات الارهابية ليس امرا يتعلق بعزل رئيس إخواني او نهاية حقبة جماعة الاخوان ونظامها الدولي العابر للقارات في 80 دولة، بل هي محاولة يائسة لزعزعة الامن وارباك المشهد السياسي وبعثرة اوراق الاستحقاقات القادمة ناهيك عن الانتقام من الدولة المصرية. طبعا جماعة أنصار بيت المقدس خرجت كعادتها لتعلن تبنيها للعملية الإرهابية وهي التي تنتمي للقاعدة وتتعاطف مع جماعة الاخوان التي تدعمها لوجستيا وتمولها بعض الدول في المنطقة، ورغم انها ظهرت في سيناء قبل ثلاث سنوات بعناصر مسلحة من جنسيات فلسطينية وافغانية ومصرية وليبية وسورية الا انها تبنت اغلب العمليات في فترة ما بعد سقوط الاخوان. غير ان هذا أثار بعض التساؤلات حول قدرة الأجهزة الأمنية المصرية وما إذا حدثت فعلا اختراقات للأجهزة الأمنية وهو بمثابة تحد سافر لها بدليل استهداف أماكن يفترض انها على درجة عالية من الحماية حيث تبين ان التدابير الأمنية لم تفلح في صد الهجوم على مديرية الامن. والغريب ان هذه الجماعة وبدعم من الاخوان كانت قد تسللت من سيناء الى الداخل المصري وحاولت اغتيال وزير الداخلية وفجرت مقار امنية في بعض المحافظات ولم تستطع السلطات آنذاك إيقافها او كشف خيوطها. غير ان ما يثير الاستغراب كما اشارت جريدة " المصري اليوم“ هو أن هذه العمليات كانت قد توقفت طوال فترة حكم الرئيس المعزول محمد مرسي، ما يرجح أنها جناح عسكري لجماعة "الإخوان المسلمين". واشارت أيضا الى أن منظمة "أنصار بيت المقدس" تحولت في عهد مرسي إلى التركيز على أهداف اسرائيلية، وبعد عزل مرسي، حولت الجماعة أنظارها إلى الجيش المصري" على أي حال هذا يدفعنا للقول أيضا بأن حكومة حماس التي تدعم هذه الجماعات تتحمل جزءا كبيرا من المسؤولية ما يجعلنا نقر بان تعاطيها مع القاهرة تجاوز الخطوط الحمراء ولا يوجد تفسير منطقي للتصعيد الحمساوي، إلا إذا أدخلناه في إطار التدخل الإقليمي وتأثيره، وبالتالي هي معنية اليوم أكثر من أي وقت مضى، بأن تراجع سياستها وترفع الغطاء عن الجماعات المتشددة في سيناء. من المؤلم ان تجد من يروج للعنف مع ان جرائم الإرهاب كما نعلم سلوكيات مروعة ومفجعة، وتعكس حال بدائية ووضاعة الانسان في الانتقام والاجرام. ورغم أن العقل في طبيعته عادة ما يعمد إلى ترشيد السلوك وفلترة النزعات الانفعالية، غير أن المأساة تحدث عندما يُختطف ذلك العقل فتتم برمجته وتغذيته وشحنه بالبغضاء والعداوة وبالتالي تكون النتيجة هي هيمنة لذة الانتقام على قدرة العقل، وبالتالي السيطرة عليه وقيادته. ولذا أصبح مألوفا ان تجد قواسم مشتركة ما بين مرتكبي تلك العمليات الارهابية، وبين تنظيم الاخوان وتنظيم القاعدة. وليس بالضرورة ان يكون هناك ارتباط عضوي وتنظيمي ما بينهم وليس مهماً ان يكون كذلك بقدر ما ان المهم ان نصل لقناعة بأن التشدد والتطرف والعنف هو ما يجمع تلك الأطراف فالسلوك ما هو إلا انعكاس للحالة الفكرية للإنسان، وبالتالي ليس من المعقول بأن ينتمي هؤلاء للإسلام، وهم الذين أساءوا له بخطابهم المتشدد وذهنيتهم الدموية وسلوكهم العنيف بدليل أن أيديولوجية التطرف اخترقت نسيج المجتمعات من خلال توظيف النص الديني، ناهيك عن استهدافها الشباب وتجنيدهم من اجل القيام بعمليات إرهابية لأجندة سياسية. صفوة القول إن سلوك العنف ما هو الا تعبير عن عجز مقيت، ولن يحقق معجزات طال الزمن ام قصر، فمصر ما بعد الدستور تسير في مسارها الديمقراطي نحو الدولة المدنية بعدما قال كلمته الشعب الذي هو مصدر السلطات، في حين ان الاخوان اضاعوا فرصة قد لا تتكرر مستقبلا بسبب تغليبهم لمصالحهم الفئوية كما ان سلوك العنف لن يجدي نفعا ولن يعيد السلطة لهم بعدما انهار مشروعهم الانتهازي وانكشفت مخططاتهم السرية داخليا وخارجيا..