فيما جاء تأييد الرئيس الأميركي باراك أوباما لوزيرة الخارجية السابقة، هيلاري كلينتون، في الانتخابات الرئاسية، ليؤكد نجاح كلينتون في حجز مقعد آمن بالسباق الرئاسي، قال محللون سياسيون إن كلينتون احتلت "مقعد الوسط" بين تيارين يمثلان أقصي اليسار واليمين، يتعلق الأول بمنافسها الديمقراطي، بيرني ساندرز، والثاني بالمرشح الجمهوري دونالد ترامب. وأشار المحللون إلى أن كلينتون التي نجحت في جذب كتل شعبية ولم تعاد المسلمين، انتزعت ترشحها من الحزب الديمقراطي، بالتزامن مع تصاعد التوترات مع روسيا، والتي ستبلغ ذروتها مع وصولها إلى الرئاسة في يناير المقبل، لافتين إلى أن هذا التصعيد لن يقتصر تأثيره على تحويل الحرب الباردة إلى "ساخنة"، وإنما يزيد التوقعات بإمكان نشوب مواجهة نووية، واشتعال حرب عالمية ثالثة. بعد ساعات من تأييد الرئيس باراك أوباما لوزيرة الخارجية السابقة، هيلاري كلينتون، في الانتخابات الرئاسية الأميركية، انضم نائب الرئيس جوبايدن، إلي دعم هيلاري، فيما يؤكد أن كلينتون نجحت في معركتها الانتخابية حتي الآن في حجز مقعد آمن في السباق الرئاسي، كونه في رأي محللين ساسيين يمثل "مقعد الوسط"، بين تيارين يمثلان أقصي اليسار ويتعلق بمنافسها داخل الحزب الديمقراطي، بيرني ساندرز، وأقصي اليمين، والمرتبط بالمنافس عن الحزب الجمهوري دونالد ترامب. هذا المقعد الآمن يجتذب أيضا كتلا شعبية كبيرة داخل الولايات المتحدة التي تشهد تطورات اجتماعية – سياسية غير مسبوقة، بفضل حراك الأقليات الإثنية والمهاجرين من أميركا اللاتينية وإفريقيا وآسيا، خصوصا الصين، والعرب والمسلمين، إضافة إلي النساء والسود واللوبي اليهودي، وقدر لا يستهان به من الشباب والطلبة. أما على مستوى السياسة الخارجية، فقد وظفت كلينتون خبرتها السياسية السابقة "كسيدة أولي للبيت الأبيض على مدى 8 سنوات في عهد زوجها بيل كلينتون"، ثم وزيرة للخارجية، في التقاط أقوي الخيوط التي يلتف حولها الداخل والخارج، لا سيما "الليبراليون والمحافظون الجدد" والقوى الغربية، والذي يتركز في العداء لروسيا. على الجانب الآخر، فإن كلينتون لم تقع في فخ معاداة المسلمين "مليار وثلث المليار نسمة في العالم" تحت ذريعة مواجهة الإرهاب، كما فعل منافسها الجمهوري المتهور، دونالد ترامب، الذي اصطدم أيضا مع رئيس وزراء بريطانيا، ديفيد كاميرون، بينما تودد لرئيس روسيا، فيلاديمير بوتين، ونظيره الكوري الشمالي، كم جونج أون. أنا كوندا غربية اللافت في السباق الرئاسي الأميركي، هو انتزاع كلينتون، ورقة ترشحها من الحزب الديمقراطي، بالتزامن مع أكبر مناورة عسكرية غربية في بولندا "أناكوندا 16"، وفقا للمحلل السياسي "جوستين رايموندو"، فإن التوترات مع روسيا ستبلغ الذروة حتما، لا سيما مع وصول كلينتون إلى سدة البيت الأبيض في يناير 2017، وهي التي وصفت الرئيس الروسي "بوتين" من قبل بأنه "هتلر". وقال جوستين، في مقاله المعنون "التدريب على الحرب العالمية الثالثة"، على موقع "أنتي وور– أو ضد الحرب"، الأربعاء الماضي، إن "كلينتون لها أنصار ومؤيدون من المحافظين الجدد، حريصون على إعادة أجواء الحرب الباردة مرة أخرى، لكن التهديد الخطر في العقد الثاني من الألفية الثالثة، هو أن الحرب الباردة ستصبح "ساخنة جدا" إلى حد التوقع بإمكانية حقيقية للحرب النووية. وحسب جوستن، فإن القوات الأميركية سبق أن شيدت جسرا مؤقتا للتدريب على نهر فيستولا في بولندا، وأجرت هجوما بالطائرات الهليكوبتر ليلا لتأمين الجزء الشرقي من البلاد ضد أي اعتداء روسي. وتضم عملية "أناكوندا 16" نحو 31 ألفا من القوات العسكرية، منها 14 ألف أميركي، وتشمل التدريبات التي تشير إلى انتصار الحلفاء في الحرب العالمية الثالثة، 100 طائرة و12 سفينة و3 آلاف مركبة، وهي تدريبات تسبق قمة حلف شمال الأطلنطي "الناتو"، الذي من المتوقع أن يوافق أعضاء الحلف على تمركز مزيد من القوات الخاصة الأميركية في أوروبا الشرقية. القلق الشديد يوجد سبب آخر لالتفاف الداخل والخارج حول هيلاري كلينتون، وهو الحالة المزاجية لنحو 320 مليون مواطن أميركي، كما يرى المحلل السياسي، ريتشارد هاس، في مقال له بعنوان "مزاج الولايات المتحدة" وهو على حد قوله "القلق الشديد، إن لم يكن الغضب الصريح"، وأسباب ذلك القلق والغضب تتجاوز الحقائق والمخاوف الاقتصادية. فهناك أيضا انعدام الأمان المادي، سواء بسبب الجرائم أو الخوف من الإرهاب "مما يتطلب الخبرة وعدم التهور". الأهم من ذلك، وفقا لهاس، هو أن أميركا المشتتة المنقسمة -بين الداخل والخارج- من غير المرجح، أن تكون "قادرة على، أو راغبة في" أخذ زمام المبادرة في تعزيز الاستقرار بالشرق الأوسط، أو أوروبا، أو آسيا، أو في مواجهة التحديات العالمية، ومن المرجح في غياب الزعامة الأميركية أن تظل هذه التحديات قائمة بلا علاج، فتتحول إلى مشاكل أو أزمات. يذكر أن الانتخابات الرئاسية الأميركية التي ستجرى في 8 نوفمبر القادم، هي الانتخابات الثامنة والخمسين في تاريخ الولايات المتحدة، والذي سيفوز بها سيكون الرئيس الـ"45" للولايات المتحدة. وفي حال وصول السيدة الأولى السابقة وعضو مجلس الشيوخ ووزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون "68 سنة" إلى البيت الأبيض في يناير 2017، تكون أول أمرأة في التاريخ رشحت عن الحزب الديمقراطي وفازت برئاسة الولايات المتحدة. أسباب تقدم هيلاري وجودها في موقع وسط بين اليسار واليمين اجتذابها كتلا كبيرة في الولايات المتحدة حراك الأقليات الإثنية والمهاجرين في الداخل عدم وقوعها في فخ معاداة المسلمين تزامن ترشحها مع التصعيد ضد روسيا قلق الشعب الأميركي على مستقبل بلاده