بدخول رمضان المبارك أقبلت التجارة الرابحة ومن لم يربح في هذا الشهر ففي أي وقت يربح، ولكن أي ربح المقصود؟ إن ما شرعه الله عز وجل وأوصانا به رسوله الكريم هو الربح المبارك، ولعلنا نجد بعض النماذج من بعض التجار ينتظرون هذا الشهر الكريم لينفثوا بسمومهم على المستهلك الذي يكون هو المتضرر الوحيد وما أقسى هذا النوع من التجار فهم مع الأسف الشديد لا يقسون إلا في رمضان، في الوقت الذي تكون فيه القلوب القاسية لينة مع نسمات هذا الشهر الفضيل ومعها تبدأ رحلة الاحتكار للمواد الغذائية والاستهلاكية فتملأ المستودعات ليحبك الاحتكار ويظهر التضخم الهائل في الأسعار التي تقارب على الانفجار، والضحية هو المستهلك فكل هذه المؤامرات لا تحبك إلا في رمضان فأين الفضيلة وأين الطاعة والإحسان؟. إن كثيرا من الأسر تعتمد اعتماد كليا على مايتقاضاه رب الأسرة من راتب في وظيفته التي يشغلها، فتجدهم متأهبين في نهاية كل شهر بالأوراق والطلبات ولكن الحال يختلف في رمضان فتكثر الحسابات الدقيقة والمعقدة، وربما تضطر بعض الأسر للدخول في نفق الاقتراضات البنكية لتواكب المتطلبات العادية من فواتير خدمات مرورا بإيجار السكن انتهاء بالمأكل والمشرب، أضف على ذلك أصبحت الإجازة الصيفية ضمن منظومة رمضان، فضلا عن عيد الفطر المبارك والسنة الدراسية الجديدة وبهذا وذاك تتكالب على رب الأسرة الأمور ويضطر إلى اللجوء لطوابير البنوك، بحثا عن حلول تخفف حرارة الطلبات وبهذا الموال تمر السنة بين الأمل والمأمول. محمد مخضور الْلحياني