أعلن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أمس الاثنين، أن الولايات المتحدة تنوي فرض عقوبات «محددة» ضد الذين يمارسون العنف في جمهورية إفريقيا الوسطى. وقال كيري في بيان إن «الولايات المتحدة مستعدة لفرض عقوبات على الذين ما زالوا يزعزعون الوضع ويعملون لمصالحهم الخاصة من خلال تشجيعهم العنف» في جمهورية إفريقيا الوسطى. وكانت بانغي مجددًا فجر أمس الأحد، مسرحًا لأعمال عنف بين مسيحيين ومسلمين بالرغم من انتخاب الرئيسة كاترين سامبا بانزا التي من المفترض أن تعمل حكومتها الجديدة على فرض الأمن في البلاد. وأضاف كيري أن الحكومة الجديدة «تقدم لشعب جمهورية إفريقيا الوسطى خياراًَ لإعادة إعمار المجتمع وترسيخ تقاليد التسامح فيه». وحذر الذين يقومون بالإضطرابات من الطرفين، بأن الولايات المتحدة وحلفاءها سوف «يواصلون العمل بلا هوادة من أجل محاكمة ومعاقبة جميع المسؤولين عن الفظاعات في إفريقيا الوسطى». إلى ذلك، شوهدت قوافل من عناصر حركة سيليكا المتمردة التي استولت على الحكم في إفريقيا الوسطى في مارس 2013 وهي تغادر بانغي تحت حراسة قوة الاتحاد الإفريقي وفق مصادر متطابقة. وقال بيتر بوكارت مدير الطوارئ في هيومن رايتس ووتش إن إحدى القوافل غادرت عاصمة إفريقيا الوسطى مرفوقة بدورية معززة وتوجهت نحو مدينة بوسمبيلي شمال بانغي. وأضافت المصادر أن مقاتلي هذه الحركة ومنهم كثيرون متحدرون من البلدان المجاورة مثل تشاد والسودان يجرون حاليًا مفاوضات مع القوة الإفريقية لدعم إفريقيا الوسطى (ميسكا) من أجل رحيلهم. من جانب آخر أفادت شهادات بعض سكان بانغي القاطنين قرب مخيم كساي أن «عناصر سيليكا الذين كانوا في ذلك المخيم فروا بأسلحتهم وتركوا المكان، في دفعات متتالية التحقت بالتلال المطلة على المخيم وأن فجر الأحد أخذوا بعض السكان كرهائن واقتادوهم بعيدًا عن المخيم في اتجاه المخرج الشمالي». وأوضح شهود في المنطقة أنهم شاهدوا عسكريين فرنسيين على مشارف مخيم كساي حيث دخلوا صباحًا «لتسجيل المقاتلين» المحصورين هناك منذ الخامس من ديسمبر وبداية عملية سنغاريس. لكن رحيل مقاتلي سيليكا في بلد ما زال يعاني من أعمال عنف بين المسيحيين والمسلمين، غير كاف لطمأنة المسلمين في المدينة إذ يتوجسون خشية من مضايقات المسيحيين المدعومين بالمليشيات المسيحية المناهضة للسلطة والتي تستهدف المدنيين بشكل خاص.