×
محافظة المنطقة الشرقية

لماذا

صورة الخبر

حذّر الباحث والمهتم بالِشأن البيئي د.حسن بن ابراهيم الخرس من المخاطر الكبيرة لمادة «الفثاليت» الكيميائية وأضرارها على صحة الإنسان، ووصف المادة «التي تضاف للبلاستيك لجعله مرنا لتسهيل عملية التشكيل»، بأنها «قاتل الرجولة الخفيّ»، كاشفاً عن تأثيراتها السلبية على خصوبة الرجال. أجواؤنا الحارة وطول فترة استخدام السيارة يجعلها أكثر مصادر الفثاليت د.الخرس نبّه عبر «الرياض» إلى أن مادة الفثاليت بدأت تتغلغل إلى أجسادنا عبر مواقع عديدة في منازلنا وسياراتنا ومكاتباً، داعياً في الوقت ذاته إلى الحد من آثارها عبر اتباع جملة من الإرشادات البيئية والصحية. الفثاليت بين د. حسن أن الفثاليت إحدى المواد الكيميائية التي تضاف للبلاستيك لجعله مرنا وطيّعا لتسهيل عملية التشكيل وتسمى Plasticizer بالخصوص مع الـ PVC، وتدخل في معظم المنتجات البلاستيكية، والاستهلاكية، كما تستخدم في أدوات ومواد التجميل، والعناية الشخصية شاملة العطور، والشامبو، والصابون، وبخّاخات الشعر، وملمع الأظافر، ومرطبات الجلد. ينبغي عدم إحكام إغلاق نوافذ السيارات لتقليل تركيز المادة الخطيرة كما تستخدم في صناعة ألعاب الأطفال البلاستيكية، واللهايات، والعضّاضات للرضع، وتدخل في صناعة أوراق الجدران، وستائر دورات المياه، وبلاط الفينايل للأرضيات، وعلب الأطعمة، والتغليف البلاستيكي، والمنظفات، والغراء، والورنيش المستخدم للأخشاب والأثاث بأنواعه، بالإضافة إلى المذيبات الصناعية والمبيدات الحشرية ومواد البناء. وتدخل في صناعة المواسير المصنعة من PVC، والأهواز، والمعدات الطبية، ومنها أنابيب وعلب المغذيات التي تحقن في الوريد للمرضى. كما تستخدم في السيارات والقطارات والطائرات، والسفن لتطويع البلاستك المستخدم فيها لتسهيل عملية التشكيل كالطابلون، والمقاعد، والتغليف، والتبطين الداخلي لها. ويمكن التعرف على رائحته في السيارة بسهولة،إذا ما تعرضت السيارة لحرارة الشمس والصيف بلذعتها عند ركوب السيارة. د. الخرس: تهوية المنازل وتشجيرها من الداخل وتناول الفواكه يخفض مخاطر المادة أين نتعرض لها؟ بين د.حسن بأننا نتعرض للفثاليت في منازلنا وفي كل مكان، إلا أن السيارة تعد أكبر مصدر لهذه المادة لشدة التركيز فيها بسبب تعرض السيارات للحرارة المرتفعة وأشعة الشمس بالأخص في الصيف وفي المناطق الحارة كبلادنا، لافتاً أن نسبة التراكيز والخطورة تزداد إذا كانت النوافذ محكمة الإغلاق، حيث تتبخر هذه المادة وتنتشر في أجواء السيارة وتتكثف على الزجاج بالأخص الأمامي والخلفي ومع الزمن يترك طبقة شفافة على الزجاج من الداخل يمكن ملاحظة وجودها في الليل إذا مرت السيارة في طريق مضاء حيث يلاحظ تشتت النور من مصابيح الإضاءة حول الطريق على شكل إشعاعات نتيجة لتشتت النور بعد مروره من طبقة الفثاليت المترسبة على الزجاج الأمامي من الداخل. كما نتعرض للفثاليت في كل مرة نستخدم فيها مواد العناية الشخصية كالشامبو، والعطور، والمنظفات كالصابون، والمطهرات، وأدوات التجميل، ومزيلات الروائح، وإذا تناولنا الأطعمة في العلب والأواني البلاستيكية والمغلفة بها، كما يتعرض أطفالنا للفثاليت من خلال الرضّاعات، واللهّايات، والعضّاضات، والألعاب البلاستيكية، والمنظفات. وهكذا تدخل لأجسادنا؟ بين د.حسن أن مادة الفثاليت تتغلغل في أجسادنا عن طريق الاستنشاق أو عن طريق الفم سواء الأطعمة أو السوائل الملوّثة بها، ويعتبر المرضى المنومون في المستشفيات أكثر الناس تعرضاَ وخطورةً كونهم يتلقون الفثاليت مباشرة إلى الدورة الدموية، إما عن طريق نقل الدم أو الحقن الوريدية ومحاليل المغذيات التي يتم حقنها بواسطة أنابيب المغذي البلاستيكية وعبواتها وهي تحوي الفثاليت. ويشاركهم الخطورة العاملون في مصانع البلاستيك والأصباغ، والصباغون، والمبيدات الحشرية، وعمّال الرش، وأولئك الذين يعملون في المطابع. مخاطر صّحية استعرض د.الخرس أهم المخاطر الصحية للفثاليت التي تم تأكيدها من قبل الجهات البحثية الحكومية وغير الحكومية في الولايات المتحدة الأميركية والتي أجمعت تأثيرها الأستروجيني، والتي صنفتها ضمن المواد المخلة بنشاط الغدد الصماء، كما تم تصنيف بعضها أنها مواد مسرطنة في الإنسان كما هو الحال مع مادة Di(2-ethylhexyl) phthalate والتي صنفت في التقرير الثالث عشر للمواد المسرطنة للإنسان من قبل البرنامج الوطني الأميركي للسموم. كما وجد المعهد الوطني الأيمركي لعلوم صحة البيئة أن سبعة أنواع من الفثاليت لها تأثير سلبي على الإنجاب في البشر، وقد أكد البرنامج الوطني الأميركي للسموم أن الفثاليت المسمى Di–n– butyl phthalate له تأثير سلبي على الإنجاب ونمو الجنين في الرحم. ولفت د.حسن إلى أن المعهد الوطني الأميركي أكد أن التعرض لكميات كبيرة من Di(2-ethylhexyl) phthalate من عبوات المغذيات وأنابيبها وأهواز التنفس المساعد للمرضى الذين يعانون من مشاكل تنفسية أو لغسيل الكلى وبالأخص حديثي الولادة يساهم في التأثر السلبي لنمو الأعضاء التناسلية في الذكور، ومنها حالات ظهور فتحة البول في الجانب السفلي من القضيب وضعفه مقارنة بالطبيعي ونقص المسافة بين فتحة الشرج والخصيتين. وبسبب المخاوف من تأثيرات هذه المواد فقد أنشئ في الولايات المتحدة الأميركية مركز سمي «مركز تقييم مخاطر الفثاليت على الأعضاء التناسلية للإنسان»، لمراجعة الدراسات المستفيضة لتأثير الفثاليت على الجهاز التناسلي لدى الإنسان. .. ويضعف الخصوبة ! أشار الخرس إلى أنه وفي عام 2000م خلصت اللجنة «الأميركية» الموكلة دراسة هذه المادة إلى أن هناك دلالة على أن الفثاليت المصنف DEHP إذا دخل الجسم فإنه ينتج مركب «Monoethylhexyl phthalate» يدمر خلايا السيرتولي «Sertoli cells» في فترة نمو الجنين، والتي يترتب عنها أمراض الحيوانات المنوية بعد البلوغ ومنها انخفاض أعدادها وبالتالي ضعف الخصوبة لدى الرجال. وفي العام 2005م تم إثبات أن النساء الحوامل يلدن صبيانا يعانون من مشاكل في الخصيتين نتيجة لتعرض الأمهات للفثاليت في فترة الحمل. وتابع: في 2006م أثبتت الدراسات أن التعرض للفثاليت أدى إلى زيادة التحسس لدى البشر عن الزمن ما قبل التعرض له، وهو ما يفسر انتشار حالات الحساسية في العالم بهذا الشكل الملحوظ وبالأخص في البالغين الذين لم يكونوا يعانون منها في الصغر. وصدر في بورتوريكو تقرير من علماء يفيد بوجود رابط بين بروز الصدر لدى الفتيات في عمر مبكر عن المعتاد وتعرضهن للفثاليت من البيئة المحيطة. قاتل الرجولة الصامت! كشف د.الخرس عن أن الباحثين في الولايات المتحدة الأميركية لاحظوا انخفاض «التستوستيرون» وهو هرمون الرجولة لدى البالغين في الأعمار بين 35 و 65 سنة في العقدين الماضيين بنسب تتراوح بين 1.5 - 5%سنوياً حسب جمعية الغدد الصماء الأميركية وجامعة هارفارد وتمكنت دراسة أجرتها جامعة ولاية متشجن من ربط هذا التدهور المنتظم للتستوستيرون لدى الرجال بتعرضهم للفثاليت، وقد أصدرت الجامعة نتيجة بحثها أن تدهور هرمون الرجولة سببه التعرض المستمر للفثاليت مما يعزّز تسمية هذه المادة بقاتل الرجولة الصامت. مسرطنة للثدي أشار الباحث الخرس إلى أن الصندوق الخيري لسرطان الثدي الأميركي أكد أن بعض أنواع الفثاليت لها أثر مسرطن على خلايا الثدي، وأن دراسة في العام 2012 م أجريت على مجموعة من النساء وجدت أن 82% منهن لديهن معدلات أكثر من المسموح به لتسعة أنواع من الفثاليت، وأن هناك ارتباطا بزيادة كمية منتجات الفثاليت في البول والإصابة بسرطان الثدي، كما أشار أن الفتيات أقل من 8 سنوات ظهر لديهن بروز في الصدر مقارنة باللاتي لم يتعرضن لكميات كبيرة منها، وأن هؤلاء الفتيات عرضة للإصابة بسرطان الثدي في الكبر أكثر من غيرهن. وأضاف: في دراسة لـ CDC المركز الأميركي للوقاية والسيطرة على الأمراض أجريت في العام 2005م وجدوا أن الفثاليت تعبر المشيمة من الأم إلى الجنين، وهي تدهور الجهاز الهرموني للجنين في هذه المرحلة الخطرة من التخلق، كما وجدوا أن الفثاليت ينتقل عبر حليب الأم للرضيع وفي العام 2011م، ومن خلال مسح قامت به CDC وجدوا أن الأعمار 6-11 سنة لديهم تركيزات أعلى من غيرهم، وأنهم أكثر عرضة لهذه المواد وأن النساء لديهن تراكيز أعلى من الرجال. السيارة عدّ الباحث د.حسن السيارات بأنها من أكثر المصادر للفثاليت في مجتمعاتنا، مرجعاً سبب ذلك إلى أننا نقضي أوقاتاً كثيرة في السيارة للتنقل، كما أن الحرارة العالية في بلداننا معظم أيام السنة نسبياً تساهم في تفاقم الحالة حيث تتعرض السيارة وهي متوقفة والنوافذ محكمة الإغلاق لأشعة الشمس الحارقة، ويؤدي إغلاق النوافذ المحكم إلى دور مشابه للمحميات، حيث يركز الحرارة فيها مما يؤدي إلى تطاير الفثاليت من الطابلون والمقاعد، وجوانب الأبواب لتتركز في الأجواء الداخلية للسيارة، فإذا ما ركبنا السيارة فإننا نستنشق الفثاليت المركّز وبالأخص إذا ما أبقيت النوافذ محكمة الإغلاق بغرض سرعة تبريد السيارة وزيادة كفاءة التكييف. ونبّه الخرس إلى أن الفثاليت له خاصية الانتقال عن طريق الجلد، لذا حين نتكئ على التكّايات أو الأبواب فإننا نعرض أنفسنا للمزيد من تراكيز هذه المادة لنقي أنفسنا. الإجراءات للتخفيف من آثار مادة الفثاليت قدم الباحث د. حسن الخرس جملة من الإجراءات للتخفيف من آثار مادة الفثاليت، ومنها: تهوية المنازل بشكل جيد يومياً للتخلص من الملوثات الداخلية وبالأخص الفثاليت. زراعة النباتات الداخلية بكثافة في أماكن الجلوس كالصالة وغرف النوم والمطبخ والمكاتب وغيرها لثبوت قدرتها على استنشاق الملوثات بشكل فاعل. قضاء فترات طويلة في أحضان الطبيعة وبعيداً عن الملوثات الداخلية والخارجية لاستنشاق الهواء النقي. عدم إحكام إغلاق نوافذ السيارة لتقليل تراكيز الفثاليت. وضع سواتر على الزجاجة الأمامية للسيارة لتخفيف تأثير أشعة الشمس ويفضل أن يكون الساتر عاكسا. قبل قيادة السيارة في الصيف شغل المكيف واترك النوافذ مفتوحة جزئياً مما يساهم في طرد الفثاليت العالق في الهواء داخل السيارة ،حيث ان الهواء البارد ثقيل والساخن خفيف فهو سيتطاير حين يحل مكانه الهواء البارد ليخرج من تهوية النافذة. تناول الخضروات والفواكه والمكسرات حيث أثبتت بعض الدراسات أن الأشخاص الذين يتناولون هذه المأكولات لديهم كميات أقل من الفثاليت في أجسامهم. ابتعد قدر المستطاع عن الأطعمة المعلبة في البلاستك وبالأخص المصنعة حيث أثبتت بعض الدراسات أن تركها لمدة ثلاثة أيام خفضت كثيرا تراكيز الفثاليت في البول. تفادي تسخين الأطعمة في العلب البلاستيكية في الميكروويف حتى لو كتب عليها أنها آمنة في الميكروويف. لا تستخدم العضاضات والرضّاعات البلاستيكية للأطفال الرضع. استخدمي الرضّاعات الزجاجية قدر المستطاع، وإذا كان لا بد من البلاستيكية فلا تغليها وأبقها في الثلاجة في حال عدم الاستخدام غير مغطاة. اصنعي عضاضة لطفلك من القماش بدل البلاستك. لا تقبل من المطاعم وضع الأطعمة في البلاستك أو الفلين أو القصدير للأهمية. أنابيب pvc تحمل كميات كبيرة منه طبلون السيارة ومقاعدها تبعث بكميات كبيرة من الفثاليت التشجير داخل المنازل يلعب دوراً كبيراً للحد من الفثاليت توقف السيارة تحت أشعة الشمس المباشرة يرفع من انتشار الفثاليت داخلها د. حسن الخرس تناول الفاكهة يخفض من تأثيرات الفثاليت تهوية المنازل مهم لخفض الفثاليت والطاقة السلبية