حسين أحمد السيد جاء يحمل ذلك الكم الوفير من الأمل، أتى وبين جنبيه قلب ينبض عشقا وحبا، تقدم ذلك الفارس وهو ملموء بطموح الشباب وسلاح المال، جاء ولم يرد سوى ارتفاع نصره، لم يرَ في طريقه كل تلك الحواجز التي أعاقت غيره من التقدم لخدمة النصر، عمل وأخطأ، حاول مرة تلو أخرى، طور خبراته، تعلم من أخطائه كثيراً، تعرض في سنواته الطوال لعديد من الاهتزازات والانكسارات، لكنها لم تقف حجر عثرة في طريق ذلك المشروع الجميل الذي رسمه الأمير، لم يستسلم أبدا، وكان يلم شتاته بعد كل انكسار ويحاول مرة أخرى، كان يتمتع ببعد النظر، وكأنه كان يعلم أين سيصل بناديه الكبير، رغم تلك الحروب عليه وعلى شخصه من جبهات عديدة، لم يتفرغ لها ولم تنجح في شغل انتباهه وإبعاده عن مشروعه، بل غض النظر عنها، واستمر في المضي قدما في طريقه حتى شاهد نصره يتربع على أعالي منصات الذهب، وأعاد لمدرج الشمس تلك الفرحة الغائبة منذ زمن طويل، إنه الأمير فيصل بن تركي (كحيلان) الذي جاء للنصر كـ (الخير)، وودع ناديه بالدموع قبل شهر (الخير).. أهلًا رمضان.. وداعاً كحيلان.. ستبقى ذكرى خالدة في عقل كل نصراوي، ورمزا ملهما للجميع، وقصة كفاح وحب ووفاء سترددها الأجيال، بفضل الله ثم على خطاك عاد أول عالمي في آسيا. تصاريحك الجميلة.. التحدي.. القوة.. صفقاتك والتوقيعات الحاسمة.. هزيمتك لليأس، انتصارك على المستحيل.. بثك الحماس لنجومك وتشجيعهم.. حبك لجمهورك وتحيتك لهم في كل موعد. أشياء جميلة كتبت باسمك.. ذلك الاسم الفاخر الذي دون بمداد من الذهب وشيء من النور.. فيصل بن تركي.. الاسم الذي حمل خلفه تلك الشخصية التي تنبض بالفخامة.. شكرًا ووداعا.. أقولها بكل مفردات الحزن، وبأصدق الدموع.