×
محافظة المنطقة الشرقية

رمضان.. ونميمة المجالس الافتراضية

صورة الخبر

سلمى بوخمسين منذ شهر تقريباً وفي محاولة لاستعادة اللياقة والرشاقة والصحة عدت لممارسة رياضة المشي التي أحب، أنتهي من واجبات الأمومة اليومية، وأنطلق أجوب شوارع الحي مشياً وهرولةً وجرياً أحياناً إن غابت عني العيون.. في إحدى تلك الليالي قررت أن أقصد المجمع التجاري القريب نسبياً من المنزل، الذي سبق أن قصدته ماشيةً من قبل، إلا أنني حين خرجت تفاجأت بوجود حاجز يفصل ضفتي الطريق عن بعضهما ويمنع عبوري المباشر مما سيضطرني للمشي مسافة لا أعلم مداها حتى أصل إلى منفذٍ ما. مشيت ومشيت ومشيت وتتبعت الحاجز الذي استمر حتى إشارة المرور البعيدة نسبياً لأتمكن أخيراً من عبور الشارع. المهم أنني عدت من «تريضي» مجهدة من المسافة الطويلة وغير المتوقعة. في اليوم التالي وكنوع من التحدي قررت أن «أتريض» على ذات الطريق، العجيب أنني قطعته في وقت أقصر ودون جهد يذكر. ما الذي اختلف يا ترى؟ هل ازدادت لياقتي بين ليلةٍ و ضحاها أم إن هناك سراً آخر؟!! في الحقيقة، الأمر الوحيد الذي تغير بين اليوم والأمس هو إلمامي بمتطلبات هذه الرحلة واستعدادي النفسي والجسدي المناسب لخوضها، الأمر الذي ينطبق على كل تجارب الحياة الأخرى، لتتخطى أي عقبة أو تحدٍّ بيسر وسهولة ما عليك إلا أن تكون مستعداً متسلحاً بالمعرفة.. قبل بدئك بأي مشروع مهما كان نوعه تسلح بالمعرفة، لا داعي أن تخوض تجارب فاشلة، صدقني لقد خاضها العشرات بل المئات قبلك. ابحث عن خلاصة تجاربهم، ابدأ حيث انتهوا، احصل على «الزبدة». قبل دخولك علاقة أو بدء مشروع زواج، اقرأ كتاباً، احضر دورة، لا تكتفِ بنصح من حولك؛ فكل منهم خاض تجربةً واحدة فقط، ابحث عن الدراسات التي شملت العديدين. حين تقررين أن تكوني أماً وقبل الحمل حتى تسلحي بالمعرفة، حين تواجهك تحديات تربوية تسلحي بالمعرفة، حين يصل أبناؤك لسن المراهقة أو والديك لسن الشيخوخة تسلحي بالمعرفة، الفطرة وحدها لا تكفي. لقد اختبرت هذه الطريقة بنفسي وأثبتت نجاحها وفاعليتها معي على الدوام. لا أتذكر أني أقدمت على أي خطوة في حياتي دون أن أصبح (أم العريف) فيها أولاً، فقد جنبتني المعرفة مثلاً خوض تجربة الولادة القيصرية المؤلمة بل منحتني ولادة طبيعية ميسرة وتقريباً دون ألم. وعلى هذا المنوال استطعت بفضل الله والتسلح بالمعرفة أن أتخطى كثيراً من المراحل في حياتي بنجاح وفي وقت قياسي أحياناً.. لذا؛ لا تمضِ في عمرك مغمض العينين والكون تملؤه الأنوار.