أكد عضو هيئة كبار العلماء المستشار الخاص للديوان الملكي، الشيخ الدكتور عبدالله المطلق، أن الحصول على إجازات مرضية مزورة عمل غير جائز شرعاً، وشدد على أن الطبيب الذي يحرر مثل هذه الإجازات يعدّ كاذباً ويتحمل إثم هذا التصرف الذي يدخل في باب الإفساد. وألقى المطلق محاضرة في مدينة الملك سعود الطبية، عن أهمية العمل في الإسلام، ضمن مشروع يحمل عنوان عملي جزء من ديني، يشتمل على سلسلة محاضرات أسبوعية توعوية تستهدف منتسبي المدينة، بغرض نشر ثقافة العمل وخدمة المراجعين والمرضى على الوجه الأكمل. وقال الشيخ المطلق: مدينة الملك سعود الطبية قلعة من قلاع الطب التي عرفت بها الرياض قديماً وحديثاً، ويجب على من يعمل في المجال الصحي التحلي بالأمانة والإخلاص. وأضاف: هذا العمل من أفضل الأعمال والقربات إلى الله، لأن السعادة التي هي مطلب الإنسان في الدنيا والآخرة لن تتحقق إلا بتوافر الإخلاص في العمل، ومن يعمل بجد وإخلاص يجد السعادة أمامه. وأردف: لقد أثنى المولى عز وجل على الإخلاص في العمل في كتابة الكريم، عندما قال: {فَمَن كَانَ يَرْجو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلا يشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً}، ومن هنا تقع على الأطباء وجميع الممارسين الصحيين مسؤولية كبيرة في هذا المجال، لأنهم يتعاملون مع مختلف فئات الناس ومختلف الطبقات. وتابع: ما يقدمه الأطباء والعاملون في المجال الصحي من خدمات وجهود يعتبر من أفضل الصدقات عند الله فهم يسعون لعلاج المرضى ووقايتهم من الأمراض وفي الوقت نفسه يلتزمون الأخلاق الحسنة، وبالتأكيد فإن مهنة الطب من أجل المهن وأشرفها لأنها تعتمد على الإحسان. وقال المطلق: يجب على كل ممارس صحي وإداري في القطاع الصحي آن يبتغي بعمله وجه الله ويركز على الاهتمام بعمله ورعاية من يخدمهم من المرضى وأن يقدم العلاج بالأسلوب العلمي, مبتغياً بذلك وجه الله ومتوكلاً عليه. وأضاف: ينبغي على العاملين في هذا المجال عدم البحث عن شهرة أو كسب مادي, وإن تحقق ذلك فهو فضل من الله تعالى لكن يجب ألا تغرهم تلك الشهرة أو الغنى وأن يتذكروا أن هدفهم هو إرضاء الله لا إرضاء الخلق الذين تتقلب أهواؤهم بين عشية وضحاها. واختتم الشيخ المطلق حديثه بالإشارة إلى أهمية الصبر على عوائق العمل، وقال: الصبر ذكر في القرآن الكريم 90 مرة بسبب أهميته، والعمل الصحي يعدّ من أشرف الأعمال وكل ما يقدم خلاله يعد صدقة جارية ووسيلة من وسائل العزة والنجاح.