الدراما الإماراتية لم تأت إلى المنافسة الرمضانية بهدوء أو على استحياء، بل قدمت لنا عنصر المفاجأة بامتياز حيث ذهبت إلى أبعد حدود الجرأة مع اعتمادها مسلسلات تحاكي الواقع بعمقه، وتلمس ما يعانيه العالم اليوم وليس مجتمعها المحلي فقط، ولا شك أن عنوان هذه المفاجأة الجميلة هو خيانة وطن. هل يجوز أن نحكم على الأعمال ونحن لم نشاهد بعد سوى حلقة أو اثنتين؟ نعم، فكما قلنا إن المسلسل يُقرأ من عنوانه، فإن عيوننا رصدت الجرأة غير المعهودة في مسلسل خيانة وطن، وصرنا نترقبه منذ بدء الإعلان عنه، وهو وصناعه يبدو أنهم لم يخيبوا آمالنا. لأول مرة تبلغ جرأة الدراما الإماراتية مداها، وتقدم على طرح مشكلة مهمة وأزمة يعانيها العالم بأسره، بكل وضوح وبلا مواربة مع تسمية الأشياء بأسمائها، وبلا رموز أو إسقاطات. هذه المغامرة المحسوبة جاءت من خلال الكشف عن أسرار التنظيمات الإرهابية وتحديداً تنظيم الإخوان المسلمين في مسلسل خيانة وطن، لتواكب هموم الناس وتواكب أيضاً توجهات دولة الإمارات في مواجهة التنظيمات الإرهابية بكل الوسائل الممكنة ومكافحة انتشارها في المجتمعات وكشف ألاعيبها ومخططاتها السرية ومن يقف وراءها. نعم إنه القرار السليم الذي تكسب من خلاله الدراما الإماراتية ومعها من جازف ودعم بالإنتاج والعرض الحصري لهذا المسلسل أي مؤسسة أبوظبي للإعلام، بداية الرهان على السباق الرمضاني، وكسب ثقة الجمهور وإعجابه منذ ما قبل انطلاق العرض، وتأكد هذا الإعجاب مع ما حققته الحلقة الأولى من رقم قياسي في نسب المشاهدة، حيث تصدّر هاشتاغ #خيانة_وطن ترند بعد أقل من ساعة من طرحه على تويتر، وتجاوز عدد مشاهديه 48 مليون مشاهد. أبوظبي للإعلام راهنت على عمل قدّرت أبعاده فتجاوزت به حدود الرهان على عمل فني راق، وذهبت إلى أبعد من التفكير باختيار دراما جيدة تعرضها على قناتها أبوظبي لتنافس بها القنوات الأخرى.. بل رأت المؤسسة منذ البداية أبعاد القضية التي تتناولها رواية ريتاج المأخوذ عنها المسلسل، ومدى تأثيرها في نفوس المشاهدين، وهي القضية التي تستطيع من خلالها أن تكمل دورها في توعية المجتمع وفضح التنظيم الإرهابي، وتقديم رسائل واضحة ومباشرة إلى كل فرد فيه، ونتمنى لها أن تصل إلى أبعد من حدود عالمنا العربي. هكذا تكون الدراما الهادفة، تحمل رسالة واضحة ومباشرة وتساهم في توعية الشباب والأطفال وحتى الكبار إلى خطورة التنظيمات الإرهابية وكيفية عملها في السر للتسلل إلى عقول الناس أينما كانوا وامتدادها في شبكة موصولة حول العالم. ولنا وقفة أخرى مع تفاصيل خيانة وطن. مارلين سلوم marlynsalloum@gmail.com