استمع يوسف أبولوز حملة رمضان أمة تقرأ التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، هي حلقة تنويرية ثقافية إيمانية تضاف إلى الفكر الحضاري المدني الذي تتمثله الإمارات في كل مبادراتها الحيوية التي تتوجه إلى الإنسان وحياته ومعارفه وإبداعه، وكما قال سموه برؤيته وفكره الإنساني والوطني.. سنحصد زرع زايد خيراً وعلماً ومعرفة.. زايد الضمير، والرمز، والروح الحية في وجدان وكينونة أبناء وبنات الإمارات.. زايد رائد العلم ومؤسس ثقافة التسامح، والقائد الحكيم، ومن أسس الحكمة.. المعرفة والعلم والكتابة والقراءة. حملة أمة تقرأ هي = إذاً = جزء من التركيبة الثقافية والروحية والمعنوية لروح الإمارات وروح الاتحاد، والحملة تأتي أيضاً في سياق مبادرة عام وعشرية القراءة في الإمارات التي تشهد اليوم وقتاً ذهبياً عالمياً على صعيد العمل الثقافي المشهود له بالتنوع والانفتاح على كل ما هو إيجابي وإنساني في العالم كله، ولعله من باب التذكير لا التكرار أن الإمارات التي تركز على القراءة وثقافة القراءة منذ بدايات نشوء المؤسسات الثقافية في الدولة.. تشهد اليوم أنشط حركة ترجمة في الوطن العربي، وتشهد أكبر حزمة تكريمات وجوائز تذهب إلى مستحقيها بأمانة ونزاهة من جهات العالم الأربع، وتشهد الإمارات معارض كتب دولية مهنية، وفي الإمارات حيوية ملحوظة عالمياً على صعيد الفنون التشكيلية والمسرحية، إضافة إلى حركة النشر المحلية، وتقوم هذه الحركة النشرية الإماراتية على مبادرات نسائية بشكل خاص، وقبل أن تكون مبادرات نشر عملية وظيفية، فإن الإمارات أنجبت عدداً كبيراً من النساء الكاتبات والفنانات والإعلاميات والمشتغلات في المسرح وسلك الثقافة والفنون. علينا ألا ننسى هذه الحقائق، وعلينا أن نكرسها في الذاكرة الإعلامية والاجتماعية والثقافية بشكل خاص، وقبل ذلك ندرك جيداً أن هذا الحراك الثقافي الفني والإبداعي الذي أشرنا إليه قبل قليل ما كان له أن يكون بهذه الحيوية لولا النجاح الكبير الذي حققه برنامج التعليم في الإمارات إلى جانب مشاريع العمل الثقافي الذي يقوم على عشرات المؤسسات وآلاف الأفراد. بقي القول إن مبادرة أمة تقرأ، وكما في تفاصيل، أمس، توفر 5 ملايين كتاب للأطفال اللاجئين في العالم، وتوفر 2000 مكتبة، أي أن فضاء المبادرة هو فضاء إنساني ينطلق من الإمارات التي تمد يد المودة والرفق والعطاء إلى كل من يحتاج إليه في العالم كله. المبادرة، أيضاً، تقوم على الفكر الإنساني الذي تتبناه الإمارات، وهو فكر التسامح ومناهضة ثقافة التطرف والعصبية والمذهبية والطائفية، كما تتبنى الإمارات ثقافة المحبة والنبل والجمال. إن القراءة وعاداتها وثقافتها وسلوكها هو الطريق الوحيد إلى تكوين بنية حضارية إنسانية عظيمة.. نرى اليوم تطبيق نموذجها العلمي هنا في الإمارات. yosflooz@gmail.com