جرت العادة في البيوت التركية على نثر روائح المسك والعنبر وماء الورد على عتبات الأبواب والحدائق المحيطة بالمنازل؛ ابتهاجًا بقدوم الشهر الكريم، كما يمثل الاحتفال باستطلاع رؤية هلال رمضان فرحة خاصة فبعد إعلان ثبوت الرؤية تنطلق الزغاريد من البيوت، خاصة العريقة منها أو التي مازالت تضم الأجيال الكبيرة كالجد والجدة، كما يقوم الأزواج في رمضان بإهداء زوجاتهم خطابا يجددون لهن فيه ولاءهم وحبهم. اللحم المقدد وخاتم الكفتة عقب الاحتفال برؤية الهلال تبدأ الجدات في تجهيز أول سحور رمضاني ويتكون غالبا من الفواكه الطازجة والملبن التركي الشهير المحشو بالمكسرات والقشدة، واللحم المقدد الذي يتم تجهيزه سابقا استعدادا لهذه المناسبة الكريمة، ثم يدعو الجد «أكبر أفراد الأسرة» أولاده وأحفاده لتناول السحور ويتفق معهم خلاله على حضورهم في اليوم التالي أو أول أيام رمضان للإفطار معه فتجمعهم المائدة الرمضانية التركية العامرة بأشهى المأكولات سواء التقليدية الشعبية أو الحديثة خاصة كفتة داود باشا أشهر طبق تركي قديم أدخله العثمانيون للدول التي حكموها سواء عربية أو إسلامية أيام الإمبراطورية العثمانية، وتحمل هذه المائدة العديد من المفاجآت والطرائف وأهمها أن إحدى كرات هذه الكفته تخبأ بها خاتم فضي يصبح من نصيب من يأكلها ويكتشفه تحت أسنانه. تلاحم وتراحم من مظاهر هذا الشهر الفضيل التلاحم والتراحم الاجتماعي، وانتشار موائد الخير العامرة بأطايب الطعام للفقراء وعابري السبيل بشكل متَّسع يغمر البلاد ويملأ الأجواء بمشاعر الرحمة والودِّ والتكافل. إنارة المآذن تعد ظاهرة إنارة مآذن الجوامع المنتشرة في تركيا عند صلاة المغرب وحتى الصباح الباكر تُرى واضحة في المجتمع التركي مع بدء أيام شهر رمضان المبارك، وأيضًا في المناسبات الدينية الإسلامية، ويسمى مظهر إنارة المآذن عند الأتراك بـ «محيا»وهو المظهر المعبر عن الفرحة والبهجة بحلول الشهر المبارك توزيع الحلوى في التراويح تتمتع صلاة التراويح بحب واحترام كبير عند أفراد الشعب التركي، فبعد تناول طعام الإفطار يهرع الأطفال والشباب والنساء والرجال ناحية الجوامع والمساجد لحجز الأماكن في صلاة العشاء ومن بعدها صلاة التراويح، ويقوم أهل الخير من الأتراك بتوزيع الحلوى على الأطفال المشاركين في صلاة التراويح عقب انتهائها. وجبة ثالثة في رمضان يحرص الأتراك على تناول وجبة ثالثة بين طعامي الإفطار والسحور وموعدها ما بين الساعة العاشرة والحادية عشرة مساء وتتكون من الأطعمة نفسها التي تفضلها الأسرة التركية على طعام الإفطار كالخضراوات الطازجة واللحوم وبعض الحلوى المشهورة في تركيا. رمضان اسطنبول غير تضم مدينة اسطنبول أكبر وأجمل جوامع الدنيا من الناحية المعمارية والفنية، وفيها أيضا تكمن أكبر كثافة سكانية في تركيا (حوالي عشرة ملايين نسمة)، ففيها يقرأ القرآن يوميًّا وبدون انقطاع على مدار الأربع والعشرين ساعة في قصر طوبقابي (الباب العالي) مساجد بورصا تصدح بالقرآن ومن المناطق التي تشتهر بالكثير من المساجد والجوامع التاريخية مدينة بورصا؛ حيث تصدح هذه الجوامع في ليالي رمضان بالأناشيد الدينية وترتيل القرآن، وتزدحم بالزوَّار والمصلين، إلى جانب اشتهارها بالعديد والمتنوع من المعروضات الرائعة. الجامع الكبير بأنقرة تعدُّ صلاة التراويح في الجامع الكبير بأنقرة، وفي الرواق الداخلي لجامع السلطان أحمد بالعاصمة إسطنبول، من أهم مظاهر الشهر الكريم، وهو أشهر المساجد التاريخية التي يتوافد عليها غالبية المصلين، خاصة لإحياء ليلة القدر. جامع الخِرقة الشريفة اعتاد الأتراك في رمضان على زيارة جامع الخِرقة الشريفة بحي الفاتح بإسطنبول لمُشاهدة الخرقة النبوية الشريفة، حيث سمح السلطان عبدالحميد الثاني بفتح صندوق الخرقة الشريفة؛ لعرضها على المواطنين في شهر رمضان؛ وتتوافد الألوف كلَّ يوم من جميع أنحاء تركيا؛ لإلقاء نظرة على الأثر أو الأمانة النبوية الشريفة، فتبدأ الزيارة بعد الإفطار، وتستمر حتى ما قبل الفجر. المزيد من الصور :