ليس أقسى على نفس أي عربي جسور من أن يسمع ويشاهد كل يوم بل كل ساعة في قناة عربية شخصًا أو شحطًا فارسيًا يتحدث بفخر عن صلابة الجيش العربي السوري في وجه الأعداء! وليس أبشع من ذلك سوى أن تشاهد شخصًا أو شحطًا روسيًا أو سلافيًا شرقيًا - والوصفان هنا ليسا سبّة أو تجريحًا- يتحدث بصلف عن قدرة الجيش العربي السوري وبسالة الجيش العربي السوري في احباط كل المؤامرات وكل المخططات! والحق أن العيب ليس في هذا الشخص أو ذاك بقدر ما هو في هذه القناة المضيفة والمذيعة اللطيفة التي تستمع هي الأخرى بنشوة غامرة لأحاديث الإفك المتواصلة على رأس الساعة، على أمل أن تلتقيهم في الفترة الاخبارية القادمة! قريبًا من ذلك، ليس هناك أوقح من استضافة مروّجين للحشد الشعبي في العراق ومهلّلين مطبّلين لانجازات الأوغاد في قتل أهلنا في العراق، وتهجير آلاف الأسر فيما يشبه تجريف الأرض العربية! والأكثر بشاعة ووقاحة أن هؤلاء العرب انتشروا في الصحف والمجلات والقنوات يروّجون لفرية تقول: إنّه آن الأوان للتجرد من شرف العروبة والنسب، باعتبار أن العالم أصبح قرية صغيرة ينبغي أن يكون دورنا فيها هو دور الخدم ولا أقول الغنم! فإن قلتَ: إنّه الدفاع عن الإسلام، سارعوا بوسمك أو وصفك بالداعشية التي صنعوها! ومن ثمّ في هذه الحالة ليس أمامك سوى الاستسلام التام لهذه الأصوات والأبواق النكرة! حتى وإن صادفتك أو واتتك لحظة شجاعة عربية قاحلة أو مهربة! إنّهم يروّجون لفرية أكبر تقول: إنه ليس أمام العرب إلا الترقّب، والترقّب فقط، حتى وإن شاهدوا دولة تُحتل وأخرى تُنتهك وثالثة تُغتصب! إنهم يروّجون للإنحناء بعض الوقت ثم الإنحناء طول الوقت ثم الإنحناء بلا سبب! لقد صوّروا للمشاهدين العرب أن هدم حلب هو بوابة لنهضة العرب! وأن محو الفلوجة هو عربون القربى والتقرب من الشرق والغرب معًا! فان سألت: وهل يصلح هؤلاء جميعًا بيتًا تخرّب؟ قالوا لك: ما عليك الآن سوى الانتظار،حتى وإن كان شبح التقسيم يقترب! ويا أيتها القنوات العربية المستقلة صرتِ عبئًا وعلّة! كيف يكون الحياد وهم يطمسون من خلالك الهوية العربية ويقتلون من خلالك الجياد العربية، ويروّجون من خلالك للصهينة أو العمينة؟!. sherif.kandil@al-madina.com