×
محافظة المنطقة الشرقية

العمل: لا نية لخفض العمالة الوافدة بالمملكة ونسعى لتحقيق 1.3 مليون وظيفة للسعوديين قريباً

صورة الخبر

ومضى الشيخ المعيقلي يقول: بل كان -صلى الله عليه وسلم- حريصاً على عدم تنفير الناس عن الإسلام، ففي الصحيحين: أن رجلاً جاء للنبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: لا أكاد أدرك الصلاة مما يطول بنا فلان، فما غضب النبي – صلى الله عليه وسلم- في موعظة أشد من موعظته تلك فقال: (أيها الناس إن منكم منفرين، فمن صلى بالناس فليخفف، فإن فيهم الضعيف والمريض وذا الحاجة. وأشار فضيلته إلى موقف الرسول -عليه الصلاة والسلام- لما استأذن عمر -رضي الله عنه- في قتل رأس المنافقين عبد الله بن أُبَيّ بن سلول قال: (لا؛ حتى لا يقول الناس أن محمداً يقتل أصحابه)، مؤكدا أن ذلك من حرص النبي -عليه الصلاة والسلام- أن تكون صورة الإسلام مشرقة، وصدق الله تعالى إذ يقول: {وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين}، مبيناً أن قسوة القلب، وغلظ الأخلاق، وسفك الدماء، دليل على المعاصي والفسوق، والبعد عن صراط الله المستقيم، مستدلاً بقول الله تعالى: {ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق}. واستطرد قائلاً: وأوضح الأدلة على ذلك ما نراه اليوم مما ينادونه بدولة الإسلام في العراق والشام، وهم في الحقيقة: من خرج على الإسلام، وخرج عن التوحيد والعقيدة الصحيحة، وما أوصلهم إلى ذلك إلا الغلو، والنبي – صلى الله عليه وسلم- يقول: (إياكم والغلو)، فالغلو مناقض للوسطية والسماحة، وهو ضد اليسر والرحمة، وهو ظلم للنفس وظلم للناس، بل هو صد عن سبيل الله تعالى وتشويه للدين، وتنفير للناس عن دين الله. وحذر فضيلته من الغلو لأنه مناقض للوسطية والسماحة والنبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: (إياكم والغلو)، والله منذ أن ظهر الخوارج في زمن الصحابة -رضوان الله عليهم- فهم على مرّ التاريخ لا يعملون على نصرة هذا الدين، بل إنهم يعملون على هدمه، وقتل أوليائه، فمن سماتهم ومنهجهم الخروج على الحكام، وهذا أولهم ذو الخويصرة قد خرج على النبي -صلى الله عليه وسلم- عندما كان يقسم غنائم حنين فقال: يا محمد اعدل فإنك لم تعدل فقال -صلى الله عليه وسلم-: (ويلك إن لم أعدل فمن يعدل)، وهم يكفرون كل من خالفهم، بل ويستحلون عرضه ودمه وماله، وقد كفّر أسلافهم أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، واستحلوا دماءهم وأموالهم، كما قتلوا من الخلفاء عثمان وعلياً رضي الله عنهم أجمعين. وشدد فضيلته على أهمية أخذ الحيطة والحذر من الخوارج الذين يتظاهرون بالصلاح والهداية، والدعوة للجهاد ونصرة الدين، فقد كان أسلافهم الذين قتلوا علياً -رضي الله عنه- جباههم عليها مثل ركب البعير من كثرة السجود، حتى ذكر ذلك الإمام الآجري: (فلا يغتر بطول قيامهم ولا دوام صيامهم ولا كثرة قراءتهم؛ فقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم- عنهم: (تحقرون صلاتكم إلى صلاتهم، وقراءتكم إلى قراءتهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، لئن وجدتهم لأقتلنهم قتل عاد). وأردف: وهم بخروجهم هذا قد فرقوا الأمة، وعملوا على اختلاف الكلمة، وجعلوا الأمة أحزاباً وشيعاً، والله تعالى يقول: {وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم}، فيجب على علماء الأمة أن يحذروا الشباب من هذه الأفكار الضالة، والمسالك المنحرفة. // يتبع //