لقد أحزنني كثيراً خبر رحيل أنسي الحاج، الذي عرفته منذ زمن بعيد. عندما بدأت العمل في جريدة «النهار»، في بداية سبعينات القرن العشرين، كان أنسي الحاج يشغل منصب مدير تحرير، ووجدتُ أنّه لامتياز كبير لي أن أخطو خطواتي الأولى في هذه المهنة تحت رعاية شاعر كبير عرفته وعشقت أعماله الجريئة والمبتكرة. في السنوات الأخيرة، لم أتمكن من لقائه في شكل دائم، ولكن حفظت دوماً ذكريات تلك الأيام الجميلة التي كان يبدو فيها كلّ شيء ممكناً بالنسبة إلى جيلنا، كما بالنسبة إلى وطننا. حينها لم يكن أيّ طموح مستبعد، وكانت الصحافة مزدهرة، والشعراء مبجلّين. أنسي كان وسيظلّ وجهاً بارزاً من وجوه مرحلة سرعان ما انطوت.