التغيرات الجارية حاليا في المشهد السياسي والجيوإستراتيجي المعقد بمنطقة البحر المتوسط الكبير، أصبحت مذهلة وتهدد بمخاطر كبيرة على الأمن والنظام العالمي، بعد أنكانت مشاكله عادية وقابلة للإدارة. وعرض المقالتدهور الأوضاع في سوريا وليبيا ومصر واليونان وكامل المنطقة، قائلا إن هذا التدهور يهدد بمخاطر عديدة على الولايات المتحدة وأوروبا والنظام العالمي. وأشار المقال الذي كتبه الخبير في العلاقات الدولية والجيوسياسية جون سيتيليدس إلى حصول تنظيم الدولة الإسلامية على معقل بشمال ليبيا على بعد بضع مئات من الكيلومترات من الشواطئ الإيطالية واليونانية، الأمر الذي يجعل تسرب مسلحيه إلى قلب أوروبا أسهل من أي وقت مضى. تهديد النقل وقال أيضا إن الوجود المتنامي لتنظيم الدولة في شبه جزيرة سيناء يهدد الملاحة عبر قناة السويس التي تمرر نحو 15 ألف سفينة سنويا لتربط بين المحيط الهندي والبحر الأحمر من جهة والبحر المتوسط من جهة أخرى، ومن ثم وسط وشرق أوروبا، وعبر مضيق جبل طارق إلى غرب أوروبا وشمالها، بالإضافة إلى الولايات المتحدة وكندا. وأوضح أن إغلاق قناة السويس سيضطر الملاحة البحرية إلى استخدام طريق رأس الرجاء الصالح بجنوب أفريقيا والذي يزيد المسافة 4300 ميل بحري، الأمر الذي سيرفع أسعار النفط والغاز والبضائع الاستهلاكية في أسواق أوروبا وأميركا وآسيا. وعزا المقال مآل الأوضاع في المنطقة إلى الفراغ الذي تركته أميركا في عهد الرئيس الحالي باراك أوباما لتملأه روسيا التي عززت وجودها بالمنطقة إلى درجة هيمنتها على الميدان السوري، وأقامت علاقات بمصر أقوى من علاقات واشنطن بالقاهرة رغم أن أميركا تمنح مصر سنويا معونة عسكرية بمبلغ 1.3 مليار دولار. اليد الطولى وذكر المقال أنه كانلأميركا في الثمانينيات اليد الطولى في المنطقة ولم تكن لأي قوة في العالمفي الشرق الأوسطالأسطول السادس بحاملتي طائراته "العظيمتين" ومدمراته وسفنه وفرقاطاته وغواصاته ومروحياته والآلاف من قوات المارينز. واختتم سيليديتس مقاله بأن الإدارة الأميركية القادمة سيتوجب عليها أنتبني إستراتيجية جديدة للحفاظ على الأمن في العالم انطلاقا من منطقة المتوسط: إستراتيجية تطمئن الحلفاء، وتردع الخصوم، وتحمي خطوط الملاحة، وتعتمد على القوة لدعم الجهود الدبلوماسية التي يمكن أن تساعد في استقرار شمال أفريقيا والشام والشرق الأوسط ومنطقة البحر الأسود/القوقاز، ووصف ذلك بأنه أمر حاسم لاستقرار النظام العالمي.