×
محافظة المنطقة الشرقية

الهلال الأحمر والمرور يناقشان آلية النقل الإسعافي داخل أحياء الرياض

صورة الخبر

تولي دولة الإمارات العربية المتحدة بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة (حفظه الله) اهتماماً كبيراً بتعزيز قيم التسامح والوئام واحترام التعددية الثقافية وقبول الآخر، ولا شك أن وجود قيم التسامح في مجتمعنا الإماراتي ليس بالأمر الجديد، بل هي راسخة كرسوخ الشجرة الطيبة التي تؤتي أُكُلها كُلَّ حِينٍ كنتاجٍ لغرسٍ طيب، ولا ريب أننا نستمد قيمنا التسامحية من ديننا الإسلامي الحنيف، ومن عاداتنا وتقاليدنا الإماراتية العربية الأصيلة، فالتسامح متأصل فينا وراسخ في دولتنا، ويتجلى في مناحي حياتنا المختلفة. وقد حرصت حكومتنا الرائدة برئاسة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي (رعاه الله) - على جعل قيم التسامح منهجاً وقيماً وفكراً وتعليماً وسلوكاً، الأمر الذي يقتضي وجود قوانين وسياسات وطنية ترسخ قيم التسامح والإخاء، بالتوازي مع وضع منظومة متكاملة من المبادرات والبرامج التي تسمو بقيمنا التسامحية الإماراتية، بالشراكة مع الجهات ذات العلاقة على المستويين الإقليمي والدولي. والمتأمل في أفعال قادتنا الاستثنائيين لابد أن يقف إجلالاً للجهود المخلصة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ومبادرات سموه المتعددة من أجل بيان سماحة الدين الإسلامي ووسطيته واعتداله، فضلاً عن تعزيز قيم التفاهم والتعاون والتشارك والتضامن في بيئة مثالية جعلت من الإمارات مقصداً لأفئدة شعوب العالم، وخير برهان على ذلك وجود أكثر من 200 جنسية في الدولة، يعيشون برخاء ويعاملون بإخاء. وحينما نتحدث عن التسامح في مجتمعنا؛ من المهم الإشارة إلى أن دستور الإمارات أكد قيم التسامح والاحترام والتعاون والانسجام، فالناظرُ في مواد الدستور الإماراتي يجد أن أساس تعامل الدولة بمختلف مكوناتها من المؤسسات والأفراد مبني على الاحترام المتبادل مع الآخرين، وأن الجميع متساوون أمام القانون ولا تمييز بينهم، كما إن حرية القيام بشعائر الدين مصونة بالقانون، ويتمتع الجميع بالحقوق والحريات وفقاً للمواثيق والمعاهدات والاتفاقيات الدولية. وليس هذا فحسب، بل إن الإنسان الإماراتي الأصيل جُبِلَ على روح التسامح خُلُقاً وَطَبْعاً وَمَنْهَجَاً وأسلوب حياة، ولعلهُ من المناسب هنا الإشارة إلى لقائي مع أحد أفراد السلك الدبلوماسي لدولة أوروبية، إذ أعرب عن استغرابه لوجود وزيرة دولة للتسامح في دولة ترعى وتحتضن وتجسد قيم التسامح! فأوضحت له أن حكومة دولة الإمارات دائماً ما تستشرف المستقبل وتستلهم الحلول وتتعامل مع معطيات الواقع بحكمة ورشد. لذا تبوأت دولة الإمارات مؤخراً المرتبة الثالثة عالمياً في مؤشر الثقافة الوطنية المرتبط بدرجة التسامح والانفتاح وتقبل الآخر، وذلك بحسب تقرير الكتاب السنوي للتنافسية العالمية 2016 الصادر من سويسرا، الأمر الذي يعبر بوضوح عن الرؤية الحكيمة لقيادتنا الرشيدة (حفظها الله) عن قيم التشارك والتعايش والتعاون والتضامن والتناغم التي تميز المجتمع الإماراتي، والتي تعكس مدى الانفتاح واحترام التعددية الثقافية وقبول الآخر والانسجام المجتمعي، ونبذ العنف والتطرف والكراهية والعصبية وازدراء الآخرين. إن شهر رمضان المبارك هو شهر الرحمة والغفران، يطل علينا بروحانيته وطقوسه الإيمانية الراقية في التعامل مع الآخرين، فالمسلم حريص على التَّخَلُّقِ بأخلاقِ القرآن والسنة النبوية الشريفة وبالقيم الإنسانية النبيلة، لذا فهو متسامح بفطرته، ويحترم الآخرين بِخُلُقِه، ويتواصل إنسانياً مع الآخر بطبعه، فروحانية الصيام تهذبُ النفس، وتُقَوّمُ الخُلُق، وتدفعنا نحو التسامح في هذا الشهر الفضيل، فلنكن متسامحين متحابين ومتآزرين متآخين. * وزيرة الدولة للتسامح