نصف الحقيقة اصابها وزير التجارة بتعيين اعضاء مجلس ادارة الغرفة التجارية في مدينة جدة، بعض اختيارات التعيين جيدة وربما منصفة، وكثير منها طغت عليه رؤية مناصب المغانم والعلاقات بالمسئولين والمؤثرين، والاسباب لن تخرج عن اولا – الدهشه وسرعة اتخاذ القرار، وكأنما الامر معد مسبقا، لصالح فئات دون اخرى، واختيار اسماء مكررة، نفس الوجوه في جميع مناشط المحافظة بتكرار ممل ومحبط، وهؤلاء ليسوا خلصاء وانقياء اتقياء بل لهم مصالح، ومطامح ومآرب آنية وبعيدة المدى.. ليس تشكيكا في الذمم – اعوذ بالله ولكن استنادا الى تجربة غرفة مكة المريرة وما حدث بعد قرار التعيين، وفي نفس الوقت مللنا وسئمنا "في المدينة" من تكرار نفس الوجوه، ونحن على قناعة انهم لن يقدموا افضل مما سبق، ونحن ماضون الى مستقبل يريد اكثر وافضل وانجح، حيوية وتفاعلا من هؤلاء، وتطلعا الى الامام بعيدا عن المصالح الشخصية، يسعى الى ابناء الوطن متساوون في الامتيازات التجارية من خلال الغرف التجارية، اضافة الى ان مفاجأة نصف الحقيقة جاءت بإعلان الاسماء قبل انتهاء برامج الطعون، بمعنى انها بلا قيمة، ولن تؤثر في ماهية القرار، وبما يشير الى ان العملية برمتها مظهر من مظاهر وعناوين التقدم دون الفعالية في الوقت الذي تعلمنا " ان الحضارة تحد " انا لا ازكي على الله احداً، وليس لي ناقة او جمل في قضايا التجارة وشؤونها، وشجون منسوبي الغرف التجارية، ولكن اريد لتجارب الاعمال الحيوية والانتخابات ان تنجح، على رغم مقتي الكبير للعصبية التي تتمرغ فيها، واعلم يقينا صادقا ان وزير التجارة رجل نبيل ونزيه، ولكن اخشى ان حجم تأثير سطوة المال ورجاله على من حوله ادت الى ذلك، قابلت الوزير مرتين، ووجدته فيها منصتا ومتفهما وصاحب عزم ورأي، واتابع قرارته فيما يتعلق بإغلاق المصانع والمتاجر المخالفة واتنمى له التوفيق والنصر والسداد دائما، واسمع همسات الناس من حولي الوزير يخاف الله، ولكن اسوق اليه الاسئلة ماجدوى الانتخاب وبرامجه في ظل التعيين المسيطر وتوابعه؟ هل تحتاج العملية الانتخابية في الغرف الى اعادة نظر؟ الاكفياء والاكفا يختلفون عن التبعية والنصرة وصوت القبيلة متى تنضج الفكرة الانتخابية في اوساط رجال المال وشهوة البروز والظهور؟ الى اين نحن ماضون اذا فشلنا في انتخابات الغرف ,المنتسبون الى غرفة جدة اكثر من 50 الفا والمنتخبون اقل من عشرة الاف ذلك ليس عزوفا بقدر ماهو موقف .. معالي الوزير الزمن لن يعود الى الوراء .. اعانكم الله.