يحجز الكاتب السعودي المشاكس، «الدكتور» أحمد العرفج من خلال مؤلفاته واطروحاته المتكررة، موقعه بين أبرز الأقلام الساخرة في السعودية. بل أن الكاتب عبد الرحمن الراشد رئيس التحرير السابق لجريدة «الشرق الأوسط» يذهب إلى القول أن العرفج أسس لنفسه أسلوبه وموضوعاته وأفكاره. قدم العرفج الذي حصل على درجة الدكتوراه في الإعلام من جامعة برمنجهام البريطانية قبل ثلاث سنوات، للمكتبة السعودية والعربية مؤلفات متعددة لكن كتابه «الغثاء الأحوى في لمّ طرائف وغرائب الفتوى» يُعدُّ الأكثر إثارةً بعد أن لملم فيه وعبر سنوات طويلة كل ما وقع تحت يديه من فتوى حائرة أو طائرة أو سائرة أو عابرة أو ساخرة كما أن كتابه «المُختصر من سيرة المندي المنتظر» يؤكد على أن السخرية التي تميز قلم العرفج مكون رئيس في شخصيته، إلى درجة يمكن الاستشهاد بها بقول الخليفة المأمون: «لو عرف الناس رأيي في العفو لتقربوا إليّ بأخطائهم». وفي تعليق نشر في كتاب العرفج «سيرة المندي المنتظر» قال عبد الرحمن الراشد: «أقرأ لأحمد ليس لأنه صديقٌ. أو لأنه يفرضُ عليّ مقالاته. وليس لأنّ بعض الزملاء يقومون بتدويرها من جديد. وليس لأني أخاف أن يسألني في كل مقابلة معه إن كنت قد قرأت مقالته الأخيرة. طبعاً كل هذه المحاذير واردةٌ. لكن والحق اقرأ للعرفج، خارج الصداقة، وخارج القراءة القهرية، لأنه يختلف عنا جميعاً ككتاب، فقد أسس لنفسه أسلوبه وموضوعاته وأفكاره وسار على الدرب لا يحيد، على الرغم من كل إغراءات الكتابات المشتركة الفكرية أو الاجتماعية ولا يخاف من سكاكين زملاء المهنة الذين لا يرحمون أحداً لا يسايرهم في أسلوبهم وأفكارهم». ومن جانبه ذهب الكاتب أحمد عدنان الذي قدم الكتاب ذاته إلى القول: «بأن العرفج حمل لواء الكتابة الساخرة منفرداً على كاهله ردحاً من الزمن، مشددا على أن هذا الكتاب الجميل والسلس والدافئ دليل على ذلك، معتبراً أن التجربة الإنسانية التي عاشها أحمد العرفج بدءاً باليتم، مروراً بالحرمان والكفاح والاكتشاف، وصولاً إلى الاستقرار والنضج في ظل الركض المتواصل في دروب الحياة والكتابة والمعرفة والسعي خلف أسباب ذلك كله، هي التي قدمت لنا إنساناً ناصعاً وأديباً ساخراً، وهي الرافد الأساس لهذا الكتاب الذي هو في الأصل عبارة عن مقالات متفرقة نشرها الكاتب في مطبوعات متعددة». عدنان الذي لاحظ أن «السخرية التي تميز قلم العرفج مكوّن رئيس في شخصيته»، قال: لو عرف الناس أحمد العرفج لما فاجأتهم سخريته، فهي ليست مصنوعة حتى يجري الانبهار بها، وليست مصطنعة حتى يجري رفضها. هي السخرية كما هي، وتلك هي الإشادة القصوى. أحمد عدنان قال كذلك، أن العرفج له أدب خاص، هو أدب البطولات الصغيرة حيث «يبتعد عن الخوض في مسائل الديمقراطية والإصلاح السياسي -مثلاً- أو توثيق انتهاكات حقوق الإنسان في العالم العربي ليتحدث عن أدب السراويل، وعن أوجه الشبه بين القط العربي والقط الإنجليزي أو يشّن هجوماً ضارياً على ذلك الناقد أو هذا الداعية، أو يجمع لقرائه مادة دسمة عن الحيوانات من عيون الكتب، ثم ينسج في حياكة أدبية مقارناته بين سلوك الإنسان البربري وأخلاق الحيوان الحضارية. إن هذا الأدب تفتقده – بشدة الصحافة السعودية». واستهوت مقالات ومؤلفات العرفج بعض الدارسين للشهادات العليا بالتفكير في كتابة رسائلهم عنها، ولعل آخرها تسجيل سعودية رسالة ماجستير عن البيئة السعودية من خلال مؤلفي العرفج «المندي المنتظر» و«الغثاء الأحوى». وقد أضاف العرفج مؤخراً إلى مؤلفاته كتاباً عنونه بـ: «المهمل من ذكريات طالب تنبل: سيرة دراسية من الابتدائية إلى الدكتوراه» وقدّم له اثنان من الإعلاميين البارزين أحدهم من الرعيل الأول وهو الأستاذ عبد الرحمن المعمر رئيس تحرير صحيفة «الجزيرة» سابقاً، وصاحب دار ثقيف للنشر، وأحد الكتاب البارزين في صحافة الأفراد والمؤسسات، والثاني الإعلامي علي العلياني. ورصد العرفج في الكتاب سيرته الدراسية منذ أن كان طالباً في مدرسة والدته لولوه العجلان التي كانت تقوم بتدريسه في المنزل، وحتى حصوله على درجة الدكتوراه في الإعلام من جامعة برمنجهام في بريطانيا عام 2011 وحاول العرفج في الكتاب تلمس جوانب الخلل في التعليم في بلاده. اختصر العرفج سيرته بالقول أنه عامل معرفة سعودي، وقد حصل على بكالوريوس «لغة عربية» من الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة عام 1990, كما حصل على درجة الماجستير من جامعة أم القرى في مكة عام 2000، وكتب العديد من المقالات في الأعمدة والزوايا اليومية والشهرية لصحف ومجلات مثل: اليمامة، والمجلة العربية، وجريدة المدينة، والاقتصادية، ومجلة فواصل، وجريدة الندوة، ومجلة سيدتي، وجريدة النادي. وأنجز مؤلفات منها «الخطايا أسئلة» ديوان شعر-، وكتاب «هذه صناديقي»، وكتاب «الغثاء الأحوى في لم طرائف وغرائب الفتوى»، و«المختصر من سيرة المندي المنتظر», وكتيّب «اصطخاب المفردات». رابط الخبر بصحيفة الوئام: أحمد العرفج:كتابة ساخرة وبطولات صغيرة