أعلنت عائلة محمد علي كلاي في بيان اليوم (السبت)، وفاة بطل الملاكمة الاميركي السابق عن 74 عاماً في فينيكس في ولاية أريزونا الأميركية، في ما نعاه عدد كبير من قادة العالم والمشاهير، إذ اعتبر الرئيس الأميركي باراك أوباما أن كفاحه من أجل التسامج الديني «هز العالم» وكان مصدر إلهام، مشيراً إلى أنه «رجل حارب من أجلنا». وقال الناطق بإسم العائلة بوب غونل أن «محمد علي كلاي توفي عن 74 عاماً بعد صراع مع داء باركنسون دام 30 عاماً». ونُقل كلاي إلى المستشفى أول من أمس إثر معاناة من مرض في الجهاز التنفسي. وأضاف البيان أن «بطل العالم في الوزن الثقيل ثلاث مرات توفي مساء الجمعة»، موضحاً أن جنازة الملاكم الأشهر في العالم ستنظم في مسقط رأسه في ولاية كنتاكي. وتابع أن عائلة محمد علي كلاي «تريد شكر كل الذين رافقوها في أفكارها وصلواتها ودعمها وتطلب احترام حياتها الخاصة». وأُطلق على محمد علي كلاي لقب «الأعظم» واعتزل الملاكمة عام 1981. وتم تشخيص إصابته بمرض الشلل الرعاش بعد نحو ثلاث سنوات من اعتزاله. وفي الأعوام الأخيرة، كان ظهوره نادراً. ووُلد كلاي في لويزفيل في ولاية كنتاكي واسمه كاسيوس مارسيلوس كلاي جونيور وغيّر اسمه عام 1964، بعدما اعتنق الإسلام. وأعقب إعلان وفاة كلاي ردود فعل فورية من عدد كبير من المشاهير والسياسيين، إذ أشاد الرئيس الأميركي باراك أوباما اليوم بالملاكم الأسطورة محمد علي كلاي الذي «قاتل من أجل الحق» ليس داخل الحلبة وحسب بل خارجها أيضاً. واعتبر أوباما أن محمد علي «قاتل من أجلنا»، مضيفاً: «معركته خارج الحلبة كلفته لقبه ومكانته. خلقت له الأعداء يساراً ويميناً، وجعلته منبوذاً، وكادت ترسله إلى السجن. لكن علي تمسك بموقفه ونصره ساعدنا على الاعتياد على أميركا التي نعرفها اليوم». وفي بيان مطول تكريماً لإنجازات علي قال أوباما الذي يحتفظ بزوج من قفازات الملاكم الراحل في مكتبه الخاص إن «محمد علي هز العالم، ولذلك صار العالم وصرنا كلنا أفضل». وأضاف أنه عرف علي «كرجل حارب من أجلنا. وقف مع (مارتن لوثر) كنغ ومانديلا. قدم الدعم عندما كان ذلك صعباً. وتحدث عندما صمت الآخرون». واقتبس أوباما مقولة علي الشائعة «أنا أميريكا»، عندما قال: «أنا جزء منكم لن تعترفوا به. لكنكم اعتدتم علي هكذا. أسود وواثق من نفسي ومغرور. اسمي ليس كاسمكم. وديني ليس كدينكم. أهدافي تخصني وحدي. اعتادوا علي». وقال أوباما - الذي كان يلعب الجولف في فلوريدا اليوم - إن «نضال علي أكسبه أعداء من اليمين واليسار وجلب له السباب وكاد أن يلقي به خلف القضبان. إلا أن علي ثبت على مواقفه. وانتصاره ساعدنا على أن نعتاد على أميركا التي نعرفها اليوم». وتابع أن «علي كان بإمكانه ألا يلتزم أقواله، لكن روحه الرائعة والمؤثرة والبريئة أكسبته جمهوراً أكبر من خصومه». وأشار أوباما إلى الأوقات التي قضاها علي في زيارة الأطفال المرضى. وأوضح الرئيس الأميركي :«رأينا بطلاً يضيء شعلة ويخوض مرة أخرى أعظم حرب يمكن لأحد أن يخوضها في العالم. إنها الحرب ضد المرض الذي دمر جسده، لكنه فشل في أن يطفئ بريق عينيه». من جهته، قال مرشح الرئاسة الأميركية عن «الحزب الجمهوري» دونالد ترامب: «توفي محمد علي عن 74 عاماً. كان بطلاً عظيماً فعلاً وشخصاً رائعاً. سيفتقده الجميع». وقالت مرشحة «الحزب الديموقراطي» للرئاسة الأميركية هيلاري كلينتون وزوجها الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون في بيان مشترك: «منذ اليوم الذي فاز فيه بالميدالية الذهبية في أولمبياد روما الصيفي في العام 1960 أدرك مشجعو الملاكمة حول العالم أنهم يشاهدون مزيجاً من الجمال والرشاقة والسرعة والقوة والذي ربما لا يتكرر مرة أخرى». وكتب رئيس «رابطة دوري كرة السلة الأميركي للمحترفين» آدم سيلفر: «تجاوز محمد علي حدود الرياضة وذلك بفضل شخصيته العملاقة والتزامه بالدفاع عن الحقوق المدنية والدعوة إلى تحقيق العدالة الاجتماعية». وقال داعية الحقوق المدينة القس أل شاربتون المقيم في نيويورك عبر «تويتر»: «محمد علي كان دائماً وسيظل الأعظم. بطل حقيقي داخل الحلبة وخارجها». وغرّد القس جيسي جاكسون داعية الحقوق المدينة الأميركي: «دعونا نصلي وندعو لمحمد علي... بطل العالم في الملاكمة ورائد الإصلاح الاجتماعي المناهض للحروب. الأعظم»، فيما كتب بطل الملاكمة السابق في الملاكمة روي جونز عبر «تويتر»: «هناك حزن كبير في قلبي لكني راض ومرتاح لأن الملاكم الأعظم يرقد في سلام في المكان الأعظم». من جهته قال الملاكم الشهير جورج فورمان منافس محمد علي السابق، إن «محمد علي كان واحداً من أعظم الأشخاص الذين التقيت بهم طوال حياتي. وبالتأكيد كان واحداً من أفضل الناس في عصره. من غير المنصف اعتباره ملاكماً فقط». وصرحت بيرنيس كينغ ابنة داعية الحقوق المدنية الأميركي الراحل مارتن لوثر كينغ: «كنت بطلاً على الكثير من الأصعدة وفي العديد من المجالات. قاتلت جيداً. لتسترح في سلام». وقال بطل الملاكمة الشهير فلويد مايويذر: «لن نرى محمد علي آخر. مجتمع السود حول العالم وكل السود حول العالم في حاجة إليه. كان صوتنا. هو صاحب الصوت الذي بسببه أتواجد في مكاني اليوم». وقال مروّج الملاكمة دون كينغ: «إنه يوم حزين. أحببت محمد علي وكان صديقي. لن يموت أبداً وستبقى روحه حية تماماً مثل مارتن لوثر كينغ». وذكر الملاكم والسياسي الفيليبيني ماني باكياو: «فقدنا عملاقاً اليوم. استفادت الملاكمة من مواهب محمد علي لكن البشر استفادوا من إنسانيته بصورة أكبر كثيراً». وكتب الملاكم أوسكار دي لاهويا بطل العالم السابق عبر «تويتر»: «أسطورة تجاوز حدود الرياضة وكان بطلاً فعلياً بالنسبة للجميع». ونعت «رابطة الملاكمة العالمية» المسؤولة عن الملاكمة الأولمبية محمد علي بالقول: «تود رابطة الملاكمة العالمية الإشادة بواحد من أعظم الملاكمين عبر العصور وهو إنسان بكل ما تعنيه الكلمة قاتل بلا كلل من أجل معتقداته. قلوبنا مع أسرته».