بغداد (الاتحاد، وكالات) جدد تحالف «القوى العراقية» أكبر تشكيل سياسي للسنة من استمرار بعض «الجماعات المنفلتة» بخطف وقتل الأبرياء من أهالي الفلوجة. في وقت قال مسؤولون أميركيون من العسكريين والمدنيين الحاليين والسابقين إن المساعي التي بدأت منذ 17 شهراً لإعادة بناء الجيش النظامي العراقي وإعادة وحدته، قد أخفقت في إنشاء عدد كبير من الوحدات القتالية الفعالة أو الحد من قوة المليشيات الطائفية، خاصة مليشيات «الحشد الشعبي». من جهته، نفى قائد عمليات الفلوجة الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي أن يكون التنوع الطائفي والعرقي بين مكونات الأجهزة الأمنية المشاركة بعملية الفلوجة، قد أدى لعرقلة أي جزء من خطط تحرير المدينة، نافياً أيضاً ما يتردد عن وجود خلافات بين القيادات العسكرية التي تقود العملية وتحديداً ما بين الجيش و«الحشد الشعبي». وذكر بيان لتحالف القوى العراقية أن ما تقوم به بعض الجماعات المسلحة المنفلتة من جرائم خطف وقتل وتنكيل ضد الأبرياء من أبناء الفلوجة الفارين من بطش «داعش» يمثل انتهاكاً صارخاً للقوانين والأعراف الدولية وأبسط قيم التعامل الإنساني ويعيد للأذهان الممارسات المشينة لتلك الجماعات في محافظتي ديالى وصلاح الدين وشمالي بابل وغيرها، وما يمكن أن تخلقه من ردود أفعال ستنعكس سلبا ًعلى عموم الأوضاع في العراق وبما يصب في خدمة العصابات الإرهابية وأجندات من يقف وراءها من أعداء العراق المتربصين بوحدته وعروبته ومستقبل أجياله. وحذر البيان من أن استمرار هذه الممارسات الخطيرة سينعكس سلباً على نتائج المعارك المقبلة لتحرير الموصل والحويجة ويشكك في وطنية هذه المعركة ومصداقية القائد العام للقوات المسلحة للحفاظ على أرواح المدنيين وكبح جماح انتهاكات المليشيات المنفلتة. بالتوازي، قال المسؤولون العسكريون الأميركيون إن الضعف المتواصل في وحدات الجيش النظامي العراقي والاعتماد على المليشيات «الحشد الشعبي» المتحالفة معه، قد يقوض جهوداً أوسع نطاقاً يقوم بها رئيس الوزراء حيدر العبادي لدحر «داعش» وكسب تأييد باقي العراقيين، محذرين من أن الوجود العسكري الأميركي وقوامه 4000 فرد، فشل في تغيير مجرى السياسة العراقية الذي يذكي صعود المجموعات الطائفية وينميها.