احتدمت المعارك المستمرة في ريف حلب الجنوبي بين جيش الفتح وقوات النظام السوري والمليشيات الموالية له بعد تقدم سريع لكتائب المعارضة المسلحة وتكبيد هذه القوات خسائر فادحة في الأرواح والمعدات، كما دمرت المعارضة غرفة عمليات النظام بمنطقة الشيخ يوسف (شرقي حلب) وقتلت قائدها. وفي أحدث التطورات، أعلنت عمليات فتح حلب تدمير غرفة العمليات التابعة للنظام في تلة الشيخ يوسف بشكل كامل ومقتل قائد الغرفة ومن معه من الضباط؛ ردا على "المجازر" التي ترتكبها الثكنة بقصفها المدنيين أثناء عبورهم طريق الكاستيلو، الذي يعد طريق الإمداد الأخير لمناطق سيطرة المعارضة في مدينة حلب. ونقلت شبكة شام عن ناشطين ميدانيين أن التلة شهدت سبعة تفجيرات متتالية، وتقع التلةبالريف الشرقي في حلب بالقرب من المدينة الصناعية في الشيخ نجار، وتعدّ مركزا حيوياً لقوات النظام والمليشيات الموالية له. معارك الريف الجنوبي في غضون ذلك، تواصلت المعارك العنيفة بين جيش الفتح وقوات النظام والمليشيات الداعمة لها في ريف حلب الجنوبي، حيث تركزت الاشتباكات اليوم على أطراف بلدة خلصة، التي نفذ الثوار في محيطها عمليتين تفجيريتين؛ سقط إثرهما عشرات القتلى والجرحى من قوات النظام ومليشياته. وقالت وكالة مسار برس المعارضة إن المعارك بين الجانبين خلفت نحو سبعين قتيلا في صفوف المليشيات، إضافة إلى أسر 15 آخرين، بينهم مقاتلون إيرانيون وعراقيون. وجاءت مواجهات اليوم استكمالا للتقدم الذي أحرزه جيش الفتح أمس بالسيطرة على قريتي القلعجية ومعراتة وبلدة الحميرة ومنطقة الساتر، وعلى مستودعات بلدة خان طومان وتلة المحروقات وتلال القراصي وكتيبة الدفاع الجوي في محيط خان طومان (جنوب حلب). وتزامنت المعارك مع مواصلة الطائرات الحربية والمروحية شن غاراتها الجوية على أحياء حلب وريفها، حيث تعرضت أحياء القاطرجي والصاخور وبعيدين وهنانو وطريق الكاستيلو ودوار الجندول للقصف. وأفاد مراسل الجزيرة بسقوط 16 قتيلا وعشرات الجرحى في الغارات على حلب. 4926218126001 3432b8ec-db05-4be2-81e8-74753d4491a3 d3a1a6c7-6db3-4be7-8160-1beec3a38768 video غارات عنيفة وتتعرض محافظة حلب لنحو ثلاثمئة غارة جوية يوميا، بينما بلغ عدد القتلى خلال الـ16 يوما الماضية نحو أربعمئة شخص، وأكثر من 1700 جريح، وفق ما نقلته وكالة الأناضول عن مصادر إعلامية سورية معارضة. وأعلنت مديريتا الأوقاف في محافظتي حلب وإدلب أمس إلغاء صلاة الجمعة في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة بالمحافظتين، مطالبتين السكان بالتزام المنازل وأداء الصلاة فيها، بسبب شدة القصف. أما في الريف الشرقي لحلب، فتستمر المعارك العنيفة بين القوات الكردية المعروفة باسم "قوات سوريا الديمقراطية"وتنظيم الدولة الإسلامية في محيط مدينة منبج، وسط تقدم سريع تحرزه القوات الكردية في المعارك، حيث أصبحت بعيدة أقل من سبعة كيلومترات عن مركز المدينة بعد سيطرتها على العديد من البلدات والتلال والنقاط العسكرية، وذلك بمساندة طيران التحالف مما سهل عملية التقدم على الأرض. وفي التطورات الميدانية الأخرى، تواصلت الاشتباكات بين تنظيم الدولة وقوات النظام في محيط مطار دير الزور العسكري شرق البلاد، كما سقط قتلى وجرحى في صفوف وحدات حماية الشعب الكردية إثر تفجير تعرضت له قرب بلدة الفاطسة بريف الرقة الشمالي. يأتي ذلك في وقت استعادت فيه كتائب المعارضة بمدينة داريا بريف دمشق مناطق تقدمت فيها قوات النظام أمس، ودارت اشتباكات بين فصائل المعارضة وقوات النظام قرب مدينة تلبيسة بريف حمص الشمالي، كما شهدت محاور في جبال الأكراد باللاذقية معارك مشابهة سيطرت إثرها قوات المعارضة على قريتين، في حين تعرضت مناطق مدنية بريفي حماة وإدلب لقصف مدفعي وجوي.