×
محافظة المنطقة الشرقية

أبوظبي تتزين بمئات التشكيلات الهندسية الضوئية

صورة الخبر

مع إعلان الأمانة العامة لجائزة عيسى لخدمة الإنسانية مؤخرا اختتام حملة «أطيب الأيام مع صاحب السمو الأمير الراحل الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة طيب الله ثراه» ستقوم الأمانة العامة بالإعداد لإنتاج فيلم وثائقي عن حياة الراحل العزيز وإسهاماته الإنسانية، والمقرر عرضه في حفل توزيع جائزة عيسى لخدمة الإنسانية المزمع إقامته في منتصف عام 2017 برعاية كريمة من صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين وبحضور شخصيات عربية وعالمية تمثل قارات العالم. التقت «أخبار الخليج» الشاعر علي عبدالله خليفة الأمين العام للجائزة الذي تحدث عن الحملة وتفاعل وتجاوب البحرينيين وغير البحرينيين الواسع معها، حيث قال: لقد أكملنا بنجاح كبير هذه الحملة لاستذكار اللحظات العزيزة علينا جميعًا مع المغفور له بإذن الله صاحب السمو الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة طيب الله ثراه، وقد سررنا بالاستجابة والمشاركة الواسعة التي حصلنا عليها، لافتا الى أن الحملة انطلقت في فبراير الماضي وانتهت في ابريل، وفي إطار الحملة طلبنا من الجميع أفراداومؤسسات وسفارات وهيئات حكومية ونوادي ذات علاقة بالتصوير الفوتوغرافي والجمعيات الأهلية والشركات وعامة الجماهير مشاركتنا بما يملكون من صور ومقاطع فيديو وشهادات توثق لحظات اللقاء الجميلة -وربما النادرة- بالراحل وتبرز الجانب الإنساني الكبير لعطاءاته ومواقفه الخاصة والعامة. وقال علي عبدالله خليفة الأمين العام لجائزة عيسى الإنسانية العالمية إن الجائزة تتم كل عامين، وإلى جانب الإجراءات الخاصة بالتحكيم واختيار الفائز والتي تتم من خلال لجنة تحكيم ممثلة من كل قارات العالم، ستعد الأمانة العامة فيلما قصيرا عن سمو الأمير الراحل، وفي ذات الوقت نعد فيلما مطولا عن الفائز وإنجازاته وإلى أي مدى وفقت لجنة التحكيم في اختياره بين مختلف المرشحين. وأضاف: إننا على مدار دورتين من عمر الجائزة نجحنا في إعداد هذه الأفلام التي أصبحت تعرض في مناسبات عالمية، لأننا نحرص على اختيار أهم المخرجين لها، بالإضافة إلى اختيار المادة المصورة من خلال الجولات الميدانية المصاحبة للفائز بالجائزة وسيرته وإنجازاته، وقد نالت هذه الأفلام تقديرا دوليا واسعا، وبالفعل فقد عرض آخر فيلم من انتاجنا في هلسنكي مؤخرا، مشددا على أن الأمانة العامة تحرص على إعداد أفلام بمواصفات عالمية وبمستوى راق وتكون وثائقية. استهلاك الصور وأشار إلى أن الصور الخاصة بسمو الأمير الراحل والتي كانت في حوزة الأمانة العامة تم استهلاكها بالكامل، وهي الصور التي حصلنا عليها من مكتبة التلفزيون الوطني أو من الصور التي لدى الجهات الرسمية وأغلبها كانت صورا رسمية تتعلق بإنجازات رجل الدولة سمو الأمير الراحل مؤسس دولة البحرين الحديثة، تركزت حول افتتاح أحد المشروعات أو مقابلات رسمية مع الزعماء والقادة من مختلف دول العالم، ولكننا هذه المرة كنا في حاجة إلى التطرق الى الجانب الخفي في شخصية سمو الأمير الراحل الذي كان لا يظهره إلى الآخرين وهو الجانب الإنساني، وكان هذا هو التحدي في كيفية الحصول على صور وأفلام وثائقية أو مقاطع فيديو تتعلق بهذا الجانب. واستطرد علي خليفة قائلا: لهذا أطلقنا حملة لجمع ما يمكن من هذه المواد من الجمهور، لذلك اتفقنا مع احدى شركات الإعلان الكبرى في البحرين، والتي قامت بدورها بنشر هذه الحملة على مستوى كل منطقة الخليج وليس البحرين فحسب، بحيث وصلت الحملة إلى مختلف دول العالم عبر الصحف والمجلات العالمية، دعونا خلالها كل من لديه صور لها هذه اللمسة الانسانية التي نبحث عنها. نجاح الحملة ولله الحمد نجحت الحملة التي بدأت في فبراير من العام الجاري وانتهت مع نهاية ابريل الماضي، حيث تمكنا من جمع مجموعة كبيرة من الصور تزيد على 350 لقطة وصورة لسمو الأمير الراحل إلى جانب بعض الحكايات والروايات الشخصية حيث فوجئنا بأشخاص يأتون الينا يروون لنا قصصا عن لقاءاتهم مع سمو الأمير الراحل، لافتا الى أن هنالك مجموعة كبيرة من القصص الإنسانية التي عاشها الأمير الراحل مع مواطنيه وشعبه، من كل الشرائح والأطياف والأديان والأعمار، أو من خلال علاقته بضيوف البحرين من المستوى الرسمي والمستوى الشعبي، مؤكِّدًا أنها جميعا تتميز بعبقها الانساني الكبير، الذي لم يسبق لقائد في زمانه أن تركه في سجله بعد رحيله، لأن سموه ترك قصصا في غاية الروعة والصدق والطيبة الخالصة والإنسانية، عرفها أهل البحرين واهل الخليج والوطن العربي والعالم. وقد جاءت غالبية الصور من داخل مملكة البحرين، وبعضها من خارج البحرين، حيث كان سمو الأمير الرحل عندما يسافر إلى البلدان الأوروبية ويلتقي مجموعة من الناس يحرص على التواصل معهم، بما يعكس طبيعة سموّه البسيطة وشخصيته الجاذبة والعفوية وعلاقاته الحميمية مع الآخرين، وكذلك شعبية سموه بين البحرينيين لأنّ الرجل كان بابه مفتوحا للجميع في كل وقت. تفاعل وتجاوب وأشار علي عبدالله خليفة إلى أن ما لمسناه من التفاعل مع هذه الحملة يؤكد حجم الارتباط الواضح بين الشعب البحريني وسمو الأمير الراحل بصورة لافتة، حيث تلقينا الكثير من الصور التي تكشف هذا الرابط بين الشعب وقائده الكبير الذي كان حريصا على التقارب مع أبناء شعبه في كل المناسبات العامة والخاصة، ومنها على سبيل المثال أن مواطنا أرسل دعوة إلى سمو الأمير الراحل لحضور حفل زفافه، ولم يكن أحد يتوقع أن يحضر سموه الحفل، ولكنه فاجأ الجميع بالحضور بينهم بل سمح للحضور أن يلتقطوا صورا مع سموه، كما أن هناك صورة لسمو الأمير الراحل وهو يزور مواطنا بسيطا في المستشفى، وهذه الصورة لها قصة أن سمو الأمير الراحل كان في زيارة للمستشفى وعندما علم أن هناك شخصا مريضا أصرّ على زيارته، هذا إلى جانب العديد من الحكايات عن اللمسات الانسانية لهذا الرجل الكبير والتي تم توثيقها عبر الفيديو ليتم استثمارها في المستقبل. فيلم وثائقي وأكّد أنه سوف يتم استغلال هذه الحكايات لإعداد فيلم وثائقي جديد، بعد أن أعددنا فيلمين خلال الدورتين الماضيتين واللذين استهلكنا فيهما كل ما لدينا من صور، والآن لدينا مجموعة جديدة من الصور التي سيتم الكشف عن جزء منها في الفيلم القادم. وبشأن الصور التي جمعها أوضح الأمين العام للجائزة أن بعض الصور ليس لها تاريخ لأنها تعود إلى مراحل مبكرة، وبعضها حديث، ولكن للأسف غالبية هذه الصور غير موثق بتواريخ، لأنّ هذه الصور كان يتم التقاطها بشكل عفوي وبكاميرات هواة في مناسبات مختلفة، بالإضافة إلى أن هناك بعض الصور المؤرخة وفقا للكاميرات التي التقطت بها، وجميع هذه الصور بالنسبة إلينا تعني الكثير، لأنها ذخيرة نحتفظ بها كأمانة عامة لجائزة تحمل اسم سمو الأمير الراحل، لذا فإننا مهتمون بحفظ كل شيء يتعلق بسموه وخاصة فيما يخص الجوانب الانسانية. وحول الحالة الفنية لهذه الصور أشار إلى أن غالبية الصور بحالة جيدة، ولكن هناك صورا أخرى بها بعض العيوب الفنية كالإضاءة الضعيفة أو الملتقطة من زوايا غير صحيحة ولكن في كل الأحوال يمكن توظيفها من خلال خبراء التصوير القادرين على معالجة هذه الصور لتكون ذات جدوى بحيث يمكن استغلالها في الفيلم الوثائقي الجديد، لافتا إلى أنه لا يمكن استخدام جميع هذه الصور في فيلم واحد، لأنّ الفيلم الذي نقدمه في كل دورة لا تتجاوز مدته الثماني دقائق فقط، لذا فإننا نعتبر هذه الحملة وفرت لنا الصور التي يمكن استخدامها لثلاث دورات قادمة. لمسة وفاء ووصف الأمين العام للجائزة التفاعل والتجاوب البحريني مع الحملة التي أطلقتها الأمانة العامة للجائزة بأنه لمسة وفاء من البحرينيين للأمير الراحل، مشيرًا إلى أنهم فوجئوا بالتجاوب الذي تحقق حيث هناك من يأتي لنا بصور عادية للغاية، لكنه يرغب في المشاركة ويبادر بتسجيل اسمه لتقديم ما لديه، وهذا دليل محبة ووفاء، وقد أتوا من كل أنحاء البحرين سواء من القرى أو المدن، من العائلات أو الأفراد العاديين ومن أجيال مختلفة، فقد وجدنا من يأتينا بصورة يقول إن جده المتوفى التقى سمو الأمير الراحل والتقطت لهما صورة سويّا، ولم نخذل أحدا واستقبلنا جميع أصحاب هذه الصور ورحبنا بهم، وسنقدم لهم شكرا خاصا. وحول الفيلم الجديد، أكّد أنه لم يتم الاستقرار على المخرج الذي سيتولى هذا الفيلم وأنه يجري حاليا فرز الصور، مشيرًا إلى أن الأمانة العامة تلقت مساهمات كاملة من بعض الأفراد من خلال أفلام وثائقية جاهزة عن سمو الأمير الراحل، بعضها يصل إلى أكثر من نصف ساعة. وبشأن الأفكار المستقبلية من الأمانة العامة، قال إننا نتلمس كل فكرة جديدة وكل وسيلة متاحة للوصول إلى المبتغى الأساس لعرض فيلم وثائقي عن سمو الأمير الراحل خلال حفل تسليم الجائزة الذي يقام كل عامين برعاية سامية من حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، وبحضور العديد من المدعوين من مختلف قارات العالم والذين يسعون للتعرف على صاحب الجائزة عن قرب والجوانب الانسانية التي لم يحرص على نشرها. تجاوز المحلية وعن القيمة التي تمثلها الجائزة في دعم العمل الانساني أكّد علي عبدالله خليفة أن أهم ما يميز جائزة سمو الأمير الراحل للإنسانية أنها تجاوزت محليتها، ولا نقصد بالمحلية هنا البحرين فقط، بل إنها تجاوزت محليتها الخليجية بل محليتها العربية أيضا، بمعنى أنها جائزة مفتوحة على العالم، ولا تفرق بين البشر في الدين أو الجنس أو اللون، لأنها جائزة مفتوحة على العمل الانساني في مداه البعيد جدا، ومن شروطها الأساسية أن من يحصل عليها يكون قد قدم عملا غير عادي وغير مسبوق لخدمة الانسانية وبما يخدم أكبر قطاع من البشر ولا يشوبه أي نوع من التمييز، فلذلك هي جائزة خطت خطوات ثابتة نحو العالمية، وصارت معروفة في المنتديات العالمية التي لها علاقة بالعمل الانساني، وقد شاركنا في أكثر من معرض دولي بمنصات وأجنحة، بالإضافة إلى أن الفائزين بالجائزة خلال الدورتين الماضيتين هما من الشخصيات العالمية التي بدأت تظهر من خلال الجائزة، مثل الدكتورة جميلة محمود وكذلك الشخصية الهندية التي حققت منجزات كبيرة ومؤسس معهد كالينجا للعلوم الاجتماعية الهندي أتشيوت سامنتا اللذين أصبحا رسلا للجائزة، وفي كل مكان يتحدثان عن الجائزة ودورها في خدمة العمل الانساني باعتبارها مكافأة للتميز. بعيدا عن الدعاية وبشأن كيفية استثمار الجائزة لدعم العمل الانساني شدد الأمين العام للجائزة على أن هناك نقطة شديدة الأهمية تتمثل في أن هذه الجائزة تخرج عن نطاق الدعاية، ولا تهدف الى الترويج لأي شيء سوى الخدمة الانسانية الخالصة، لافتا الى أن الجائزة أنشئت عام 2009 لكن التأسيس لها استغرق 3 سنوات عندما اقيمت الدورة الأولى في 2012، مشيرًا إلى أن العمل الانساني في العالم متعدد الأوجه، كما أنه يحظى بدعم من منظمات ومؤسسات دولية، لكن هناك مشاريع شخصية يقوم بها أفراد لا يريدون الإعلان عن أنفسهم ولا يحصلون على دعم من أي جهة سواء إغاثية أو غيرها، وجائزة عيسى لخدمة الانسانية بها شرط ألا يكون الفائز من المتلقين للدعم الحكومي بأي صورة من الصور، أو تكون هناك أي جوانب ربحية حتى ولو كانت صغيرة للغاية، لذا فإنّ الجائزة تدعم جهات مستقلة وفي نفس الوقت تقوم بعمل انساني يشمل أكبر قطاع من البشر، وما يميز الجائزة أنها تدعم أصحاب الأفكار سواء كانوا من الاشخاص أو المشاريع أو النظريات العلمية الجديدة أو الاكتشافات والذين لا يحصلون على دعم. وأضاف: إن الهدف الأساسي هو القيمة الانسانية وإلى أي مدى تستطيع هذه الجائزة أن تدعم أصحاب الرؤى والأفكار والأعمال ذات العمل الانساني وهو الهدف الاساسي. الجدير بالذكر أن جائزة عيسى لخدمة الإنسانية أنشئت بمبادرة من لدن جلالة الملك بموجب مرسوم ملكي في عام 2009 تخليدا واستذكارا لمآثر والده المغفور له وأعماله الخيّرة والنبيلة في الحقلين الإنساني والخدماتي، متجاوزة هذه الجائزة كل الحدود العرقية والدينية والقومية والثقافية. وانطلقت الدورة الأولى لجائزة عيسى لخدمة الإنسانية في عام 2013 محددة مجالات منح الجائزة في 11 فئة منها خدمة المجتمع والوقاية من الكوارث والإغاثة والتعليم والتسامح الإنساني والبيئة والتغير المناخي والبحوث والمكتشفات والمنجزات العلمية، يتم التحكيم فيها من قبل محكمين يمثلون قارات العالم، حيث يحصل الفائز بالجائزة على ميدالية ذهبية وجائزة مالية قيمتها مليون دولار أمريكي، ما خوّل هذه الجائزة أن تكون الأولى من نوعها في منطقة الشرق الأوسط لتكريم العاملين ذوي الأثر العميق في خدمة الإنسانية، وقد أكملت دورتين بنجاح ورسخت وجودها على الساحة الدولية.