يعيش روبرت واج حياة طبيعية ويبدو معافى تماماً من السرطان بعد حوالى عامين من وصول سرطان الجلد إلى الرئتين والفخذ ومناطق أخرى من جسده، في تقدم لم يكن يخطر في بال المرضى حتى وقت قريب. وأدرج واج (77 عاماً) في قائمة علاج «كيترودا» المناعي وهو نوع جديد من الأدوية يشرك دفاعات الجسم في قتال الخلايا السرطانية. وطرح أول علاج مناعي جديد للسرطان في العام 2011، ولا تزال فاعليته على المدى الطويل مجهولة، لكنه يبدو واعداً. وقبل ظهور هذه الأدوية كان بقاء غالبية المرضى المصابين بمستويات متقدمة من سرطان الجلد لا يزيد عن عام على أقصى تقدير، لكن في دراسة واحدة على «كيترودا» عاش 40 في المئة من المرضى ثلاثة أعوام على الأقل ولم يظهر على 10 في المئة أي دليل إلى الإصابة بالسرطان. وقال الدكتور لين شوستر طبيب الأورام المعالج لواج ورئيس قسم أمراض سرطان الدم في مركز بن ميدسين الطبي في مدينة فيلادلفيا الأميركية إن «احتمال شفاء المزيد والمزيد من المرضى أصبح أمراً واقعاً». وليس لشوستر أي علاقة مالية بشركات الأدوية. وبعد عقود كان التقدم فيها يعني المساعدة في البقاء أسابيع أو أشهر تغير مثل هذه العلاجات الحديث عن السرطان. وصف البيت الأبيض العلاج الجديد بأنه «نقطة تحول» في علوم علاج السرطان. وفي خطابه عن حال الاتحاد في كانون الثاني (يناير) أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما عن مبادرة اتحادية «لعلاج السرطان نهائياً» تصل إلى حوالى بليون دولار لدعم أفضل الأفكار في الوقاية والكشف المبكر والعلاج. وقال أطباء كبار في علاج الأورام ومسؤولو شركات في مقابلات إن «اليوم الذي يمكن فيه استخدام كلمة شفاء مع أشد أنواع السرطان صعوبة لا يزال بعيد المنال». لكن مع اجتماعهم في وقت لاحق اليوم (الجمعة) في الاجتماع السنوي للجمعية الأميركية للأورام في شيكاغو يتوقع أن تتطرق الأحاديث إلى التفاؤل الجديد. وعند الحديث عن التقدم الأخير في علاج سرطان الجلد وهو أول نوع يستهدفه العلاج المناعي لخص الدكتور دانيال هايس الرئيس الجديد للجمعية التحول الحذر بالقول: «إنها تجعلنا نتساءل هل يمكن أن نستخدم كلمة شفاء». وسيناقش الأطباء في اجتماع الجمعية الأميركية للأورام جهود محاربة أخطر أنواع السرطان بالعلاج المناعي، ومنها نقلة محتملة تجري تغييرات في خلايا المريض لتصبح أكثر فاعلية في قتل الخلايا السرطانية وأنواع أخرى من الأدوية والتركيبات. ويعمل علاج «كيترودا» الذي تنتجه «ميرك أند كو» وعلاج «أوبديفو» المنافس الذي تنتجه «بريستول مايرز سكويب»، على حجب بروتين تستخدمه الخلايا السرطانية في التخفي وذلك من طريق الجهاز المناعي. وحصلت «روش هولدنغ ايه جي» على موافقة الجهات التنظيمية الأميركية أخيراً لإنتاج علاج مشابه وهو «تيسينتريك» لعلاج سرطان المثانة. واكتشفت دراسة على «أوبديفو» لمرضى بنوع متقدم من سرطان الرئة أن 23 في المئة من المرضى كانوا أحياء بعد عامين من بدء العلاج مقارنة بنسبة 8 في المئة ممن خضعوا لعلاج كيماوي تقليدي. وقال فؤاد ناموني رئيس البحث الطبي في «بريستول مايرز»: «نحن نرفع سقف التوقعات في شأن فرص النجاة».