×
محافظة المنطقة الشرقية

موبايلي توقع اتفاقية شراكة إستراتيجية مع «أوريدو» القطرية

صورة الخبر

تعددت أسباب الحروب عبر التاريخ، لكن بعيداً عن شهوة التوسع والتمدد الإمبراطوري بذريعة البحث عن مجالات حيوية، اندلعت حروب من أجل أشياء شح وجودها ومنها الملح، والتوابل وأخيراً الماء. ومنذ بضعة عقود هناك من لا يكفون عن قرع الأجراس، مُنذرين من حروب قادمة في العالم يكون الماء سببها ومجالها. وحين عقد أول مؤتمر قمة عربي في مصر كان الدافع إلى انعقاده تحويل مجرى نهر الأردن. حين حاولت الدولة العبرية السطو عليه، وهذه مناسبة للتذكير بما يعنيه نهر الليطاني بالنسبة لتلك الدولة، وما كتبه منذ وقت مبكر بن غوريون عنه. وما أعلنه وزير الإعلام الأثيوبي مؤخراً عن إنجاز سبعين في المئة من سد النهضة تفاجأ به بعضهم، ولم يتفاجأ آخرون، لأن العمل في هذا المشروع بدأ قبل عدة أعوام، وكان لا بد له أن يصل إلى هذه النسبة المئوية من الإنجاز. لكن ما كان مُفاجئاً للجميع هو إضافة عبارة تقول: إن من يتصورون بأنهم سوف يتضررون من هذا السد، عليهم أن يواجهوا مشاكلهم، لأن الأمر يخصهم فقط! وقد تكون هناك تصريحات أعقبت تصريح وزير الإعلام، وحاولت التخفيف منه في أثيوبيا، لكن الهواجس عندما تتعلق بمصائر شعوب لا تمحوها عبارات دبلوماسية. والنيل بالنسبة لمصر، روح وشريان ووجود، سواء قال ذلك هيرودوتس أم لم يقله، لأن ما هو واقع لا يحتاج أحياناً إلى توصيف، وحين سُمي النيل بالنجاشي في إحدى أغاني محمد عبد الوهاب، تجاوز مجراه وضرورته الوجودية إلى الترميز، فأصبح إمبراطوراً، والعرب الذين احتشدوا ذات قمة من أجل الماء الذي تعرض للسطو في الأردن، لديهم من الأسباب ما يكفي ويفيض لكي يحتشدوا من أجل نهر آخر هو سر الحياة ورهان البقاء. وبالطبع هناك أساليب عديدة للتوصل إلى اتفاقيات لا تكون فيها حصة طرف على حساب حصة طرف آخر، إذ طالما لعبت السياسة والحراك الدبلوماسي دوراً في تدارك أزمات، واستباق انفجارها! خيري منصور